«ليس هناك قوة في العالم يمكن أن تثنينا عن متابعة ملف الفساد وملاحقة الفاسدين في لبنان». هذا ما يؤكده رئيس مجلس إدارة «الجديد» تحسين خياط لــ «الأخبار»، تعليقاً على تعرّض فريق «تحت طائلة المسؤولية» أول من أمس للاعتداء على يد ادارة الجمارك. يقول: «سنقاضي المعتدين، وكرامة الشباب من كرامتنا. إنّها مافيا الجمارك، والزعماء والسياسيون في لبنان متورّطون فيها. المعتدون على رياض قبيسي وزملائه هم رؤساء المسؤولين والزعماء، لا العكس. هم مَن يسرق الدولة لمصلحة الزعماء الذين يحمونهم. هم أرباب عملهم وأداتهم التنفيذية لنهب الدولة». ويشير خياط الى «أنّ اعتداء أول من أمس كانت قد سبقته تهديدات في العام الماضي. فقد هددتنا مافيا الجمارك، وحذرّت رياض بعدما كشف تورطها بالأدلة الحسية. وحاولت أن تخرسنا بالرشوة. رفضنا الانصياع. وحصلوا على حكم قضائي بمنعنا من بث الحلقات قبل أن يعرفوا مضمونها، تحت طائلة دفع ٥٠ مليون ليرة لدى بث كل حلقة. رفضت وحميت رياض وعرضت الحلقات بعدما استأنفت الحكم». وعن مدى ثقته بالقضاء، يقول: «لنا صولات وجولات مع القضاء. وقد دفعنا مبالغ طائلة من جراء أحكام جائرة واستخدام العدالة ضدنا، ومع ذلك نقول ليس لنا الا القضاء».
يعيدنا «تحت طائلة المسؤولية» إلى المنافسة بينه وبين برنامج «استقصاء» (يعرض على lbci). هنا، يشير خياط الى أنّ الأول هو جزء من نهج المحطة في محاربة الفساد، واستكمال لما بدأه رياض قبيسي عندما خاض سابقاً موضوع الجمارك. ويقول: «سنخوض المعركة قريباً في برنامجنا ضد القضاء نفسه، باعتباره لا يتحرك في قضايا الفساد التي نثيرها». ويضيف: «رياض ورامي الأمين خضعا لدورات تأهيلية في العمل الوثائقي بخلاف فراس حاطوم». وهنا، يشنّ هجوماً على الإعلامي الشاب الذي عمل لسنوات في «الجديد»، متهماً إياه «بسرقة المعلومات التي جمعها عن موضوع معين في محطتنا، ثم استخدم فريق التصوير لدينا موهماً إياه بأنّه يعمل على نحو حرّ، ليعرض الحصيلة على شاشة lbci».
بعيداً عن المنافسة أو الفروق بين البرنامجين، وما حصل مع فريق «تحت طائلة المسؤولية»، يقضي خياط معظم وقته خلال النهار مهتماً «بتغذية» نشرة الأخبار. يجري اتصالات ويجمع معلومات. وفي الخامسة عصراً، يتصل بمديرة الأخبار مريم البسام لتزويدها توجهاته كما يقول. ويسانده في إدارة أعمال المحطة ابنه كريم، وابنتاه كرمى في قسم الأخبار، وبشرى في قسم البرامج.
وعن التغيير في سياسة «الجديد» حيال النظام السوري، بعدما كانت تهاجمه، يقول: «معركتنا أساساً هي معركة حريات. وفي مقابلة لنا مع الرئيس بشار الأسد قبل الازمة السورية، سألناه عن المعتقلين، وكنا قاسيين معه. وعندما بدأت الأزمة، اعتقدنا أنّ محركها هو موضوع الحريات والإصلاح، لكننا اكتشفنا لاحقاً أنّها حرب عبثية تتداخل فيها الجنسيات والمصالح. ونقول اليوم: اذا ربحت المعارضة فسنحزن، واذا ربح الأسد، فلن نكون سعداء أيضاً». ويضيف: «نحن لم نتغير، الوضع السوري تغيّر.
كنا ندافع عن المعارضة، لكنّنا اكتشفنا أنّها معارضات أوامرها من الخارج، وتقيم في أفخم الفنادق، وتقودها «القاعدة» والأصولية. أنا مقاوم عتيق. ونحن مع النظام السوري لأنه ضد اسرائيل، لكنّنا لا نقبل أن يستمرّ في حجب الحرية عن شعبه، كما أننا ضد الأصولية والقاعدة وأحمد الأسير واسرائيل وأميركا»، لكن كيف يفسّر أنّ قناة «الجديد» هي التي سوّقت الأسير في بداياته؟ يرد: «اعتقدنا بداية أنه مناهض لآل الحريري في صيدا، لكن عندما سمعت كلامه في مقابلة عبر «الجديد»، اتصلت فوراً بقسم الأخبار لأطلب اختصار المقابلة، ثم طلبت تحجيمه وتقليص أخباره عبر شاشتنا».
وعن انعكاس وصول الأمير الجديد تميم بن حمد آل ثاني الى سدة الحكم في قطر على سياسة المحطة، يجيب خياط: «القطريون كانوا غاضبين عليّ. قاطعوني منذ سنة ونصف سنة بسبب موقف القناة من سوريا. علما أنّني منذ السبعينيات صديق للأمير السابق ورئيس الوزراء حمد بن جاسم. أما الأمير الجديد، فلا أعرفه، ولم أزر قطر منذ توليه الحكم»، لكن تحسين خياط أعلن سابقاً أنّهم يراعون قطر في نشرات الأخبار في المحطة. يجيب: «لقد عمّمتُ على قسم الأخبار عدم توجيه شتائم إلى القطريين من قبل ضيوف قد يرغبون في بيع مواقفهم لسوريا نظراً إلى الصداقة التي تجمعني بالقطريين. أما في السياسة، فـ«الجديد» منبر حرّ. ولديّ مساهمون من قطر والسعودية والأردن والكويت، لكننا لا نوفر أحداً في الأخبار، ولا أحد يجرؤ على التدخل في سياستنا. أنا من يضع التوجّهات العامة».



نقد ذاتي

عن الهجوم الذي شنّته نشرات أخبار «الجديد» على lbci عبر طرح قصة إشغالها مسبح الجامعة اللبنانية في برنامج «سبلاش» من دون مقابل، يجيب تحسين خياط: «لا دخل لـ lbci وبيار الضاهر في الموضوع. نحن ندين رئيس الجامعة اللبنانية ووزير التربية لتفريطهما بالمال العام. الجامعة ليست ملكهما، ونحن نحارب بذلك الفساد». وعن الانتقادات التي توجه الى برنامجي «أقوى جوكر» و Z Ladies، يردّ: «البرامج من اختصاص ديمتري خضر وفريقه، لكن من المؤكد أنها يجب أن تعكس صورة المحطة. لقد شاهدت «أقوى جوكر»، ولديّ بعض التحفظات عليه. أما البرنامج الثاني، فقد اعترضت بداية على تسميته».

GFk انقذت الرأي العام من احتكار ipsos



في الآونة الأخيرة، احتدمت «المعركة» على الصدارة بين المحطات اللبنانية، وراح بعضها يزج بأرقامه وإحصاءاته في «السوق»، ليثبت رجحان كفته، مما أظهر أنّ الرقم في لبنان يبقى مجرد وجهة نظر، الى أن يثبت العكس، لكن لتحسين خياط وجهة نظر أخرى، فقُضي الأمر بالنسبة اليه، «وعصر lbci كقناة أولى في لبنان قد ولى».
في هذا السياق، يرى خياط أنّ «lbci احتكرت لسنوات الجزء الأكبر من السوق الإعلانية بناءً على تصنيف مفبرك وضعها زوراً في الصدارة». ويجزم بأنّ زمن «ستات ايبسوس» أيضاً انتهى، «باعتبارها مصدر الإحصاءات المزورة التي ساندت lbci، بتغطية من «مجموعة شويري»». ويستند في كلامه هذا الى التعاون حديثاً مع شركة «جي. أف. كي» (الأخبار 22/11/2013) للإحصاءات التي ستعلن نتائج دراستها في بداية العام المقبل، كاشفاً أنّ ممثلي القنوات اللبنانية تعاونوا مع الشركة الجديدة. باستثناء lbci، فـ «بحسب معلوماتي، هي لم توقّع بعد مع الشركة».
ويؤكد خياط أنّ «الجديد» تحتل المرتبة الأولى في لبنان نتيجة دراسة أولية أجرتها «جي. اف. كي». نقول له إنّ الشركة صرّحت بأن قناتكم هي من ضمن ثلاث محطات لبنانية منافسة، فيعلق: «أنا مسؤول عن كلامي». ويذهب أبعد من ذلك حين يقول إنّ «الجديد» تحتل الصدارة من بين قنوات المنوعات الناطقة باللغة العربية في العالم. ويلفت الى «أن إحدى شركات الكايبل في أميركا تدفع لنا مليون دولار سنوياً لإدراج قناتنا من ضمن باقة قنواتها، كما تفاوضنا شركات أخرى في استراليا وكندا وأوروبا وأفريقيا على أساس أننا المحطة الأقوى».
ويتنفس خياط عميقاً قبل أن يكمل كلامه كمن يشعر بأنّ المعركة التي خاضها طويلاً اقتربت من خواتيمها، هو الذي كان قد رفع دعوى قضائية على «ستات إيبسوس» قبل سنوات، ولم يبتّها القضاء بعد. يقول: «سأطلب من المحكمة الكشف عن دفاتر هذه الشركة المزوّرة وحساباتها، وسأقاضي كل من يواصل دعمها والاستفادة
منها».
وكان خياط قد رفع دعوى بحق الرئيس المؤسس لـ «مجموعة شويري» الراحل انطوان شويري في التسعينيات، متهماً إياه بمخالفة المادة 382\94 من قانون الإعلام المرئي والمسموع، الذي ينص على منع الوكيل الحصري من احتكار أكثر من قناة تلفزيونية. ويشير الى «أنّ المعركة كان قد بدأها غابريال المر (مدير mtv آنذاك) مستعيناً بشركة إحصاءات فرنسية «سوفريس» لقطع الطريق أمام التزوير. وقد دعمتُه، الا أننا فشلنا في وجه الضاهر وشويري و«ستات ايبسوس»».
ويعوّل كثيرا على «جي. اف. كي» وصدقيتها وسمعتها في العالم، مشيراً إلى أنّ «الضرر نتيجة تزوير الإحصاءات لا يتوقف عندنا فقط، بل يتعدانا الى أربعة عناصر: بقية المحطات التي تُحرم أيضاً الإعلانات، المعلن الذي يضع أمواله في المكان الخطأ، البرامج المفترض تطويرها بناء على إقبال فعلي عليها، لا عبر أرقام مزورة، وأخيراً السوق الإعلانية التي يمكن توسيعها بدلاً من أن تحتكرها محطة واحدة».
فاتن...