القاهرة | خلال العقد الأخير، رسخ خالد خليفة (1964 ـ الصورة) اسمه في عالم الرواية العربية، منذ إدراج «مديح الكراهية» في اللائحة القصيرة لجائزة «بوكر العربية» (2007). هذه السنة أيضاً، رُشّح لنيل جائزة «الإندبندنت» البريطانية، ووضعت «مديح الكراهية» على قائمة Muse List لأفضل مئة رواية في العالم. ومساء أمس، كان الروائي السوري على موعد مع جائزة أخرى، إذ نال «جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية» (حوالى ألف دولار مع ترجمة الرواية إلى الإنكليزية) التي تمنحها «الجامعة الأميركية في القاهرة» سنوياً عن روايته «لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة» الصادرة أخيراً عن «دار العين» (القاهرة) و«الآداب» (بيروت)، علماً بأنّ الرواية تستعرض فترة حكم البعث، وتستعيد الأثمان التي دفعها السوريون منذ مواجهات الحزب الحاكم مع الإخوان المسلمين حتى موت حافظ الأسد، مقارباً بين السلطتين السياسية والذكورية. وبذلك، يكون خليفة ثاني روائي سوري ينال الجائزة التي تمنح في مناسبة عيد ميلاد محفوظ، بعد الزميل خليل صويلح. لكنّ خليفة لم يتمكّن من حضور حفلة التسليم التي أقيمت في قاعة الجامعة الشرقية قرب «ميدان التحرير» في القاهرة، هو الذي لا يزال صامداً في دمشق ومن أشد الداعمين للانتفاضة السورية. وقد جمعت اللجنة هذا العام الأكاديميين المصريين: شيرين أبو النجا، منى طلبة، حسين حمودة، تحية عبد الناصر والشاعر والصحافي اللبناني عبده وازن.
ورغم غيابه عن الاحتفال، وجّه خليفة كلمة ألقاها كاتب المقال نيابة عنه، جاء فيها «لأول مرة، تقف الكتابة وجهاً لوجه مع ذاتها، لتجيب عن سؤال خطير: ماذا تفعل الكتابة حين يصبح الموت فاحشاً إلى هذه الدرجة؟ لأول مرة أتساءل مصدوماً عن جدوى الكتابة». واعترف خليفة بأن أوهامه انتهت حين اكتشف أن المبدعين أشخاص ضعفاء، عاجزون عن مساعدة طفل نازح في المخيمات وإعادته إلى دفء منزله. لكنها أزالت عن عينيه غشاوة كان لا يجرؤ على الاعتراف بها، هي أنّ الكتّاب يعملون في الهشاشة لأنهم يصنعون الجمال، ويسهمون في جعل حياة البشر أقل وحدة وقسوة، لكنهم رغم ذلك لا ينصرون مظلوماً، بل فقط باستطاعتهم مساعدة المظلوم على استجماع قواه والنضال من أجل قضيته. ووجّه خليفة تحية إلى «عميد الرواية العربية» ومدينته القاهرة التي رأى أنّها ستنهض مرة أخرى، مشيراً إلى أنّ الرواية العربية بدأت تحفر في الذات والمجتمع، متخلية عن الإنشاء لصالح السرد والنثر الحقيقي.