بينما كانت أمطار جوهانسبورغ تُغرق استاد «سوكر سيتي» خلال مراسم تأبين نيلسون مانديلا (1918 ــ 2013) الثلاثاء الماضي، كانت نار الغيرة تلتهم ميشيل، زوجة الرئيس الأميركي باراك أوباما. نار اشتعلت في قلب سيّدة الولايات المتحدة الأولى جراء مغازلة زوجها لرئيسة وزراء الدانمارك هيلة ثورنينغ شميت. لقطات متتالية نشرتها وكالات الصحافة العالمية تظهر بوضوح الغضب الذي اعترى الزوجة (الصورة)، فيما بدا كل من أوباما وشميت في حالة انسجام كبير. بعدها، تم تبديل المقاعد بين الزوجين لتتمكن ميشيل أوباما من فصل زوجها عن رئيسة الحكومة الدانماركية. غضب السيّدة الأولى صاحبته موجة عارمة من التعليقات الساخرة والاستنكارات من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي. سرعان ما انتشرت الصور في أوساط هؤلاء كالنار في الهشيم، مرفقة بتعليقات حول «عدم احترامه (باراك أوباما) للمناسبة وللغيرة التي أظهرتها الزوجة». البعض ذهب نحو تحليل لغة الجسد بين الزوجين، مفسرين إيماءات الزوجة الرافضة لـ«الصلح»، ولحركة شفتيها الدالة على كتم الغيظ والتوتر الداخلي قبل «لحظة الانفجار».
أوباما الذي لم يحترم قدسية المناسبة راح أيضاً يلتقط صوراً مع الحسناء الدانماركية عبر هاتفها الخلوي، قبل أن ينضم إليهما رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون. وبدوا جميعاً في حالة من الغبطة غير مبالين بعشرات آلاف المشاركين في المناسبة الحزينة من زعماء دول وأشخاص عاديين.
صحيفة الـ«تيلغراف» البريطانية قالت إنّ ميشيل بدت «في غاية الاستياء من زوجها أثناء ضحكه مع القادة الأوروبيين»، لافتةً إلى أن ثلاثة من أقرب المساعدين لأوباما تابعوا المزاح بينه وبين شميت عن قرب، إذ كانوا يجلسون في الخلف. والمساعدون هم: سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي الأميركي، وأحد كبار المستشارين فاليري جاريت، فضلاً عن ممثل الادعاء العام في أميركا إيريك هولدر.
الرئيس الأميركي الذي كان نجماً أول من أمس، سُجل له كذلك مصافحته الرئيس الكوبي راوول كاسترو على هامش احتفال التأبين في لقطة نادرة، بعد أكثر من 50 عاماً على العداء بين الدولتين، ما أثار المحافظين الأميركيين الذين رأوا فيها نوعاً من «الدعاية السياسية من جانب الرئيس الكوبي».
وكان حوالى 60 رئيس دولة من جميع أنحاء الكرة الأرضية قد شاركوا في حفل تأبين «ماديبا»، فضلاً عن شخصيات شهيرة تتنوّع بين السياسة، والفن، والإعلام، والثقافة في مستهل مراسم التأبين الرسمية التي تستمر أسبوعاً.


يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab