«لا تقتليه!..»
يا مريمُ العذراء
إحبسي وحيدَكِ في أحشائكْ!
دعيهِ يختنقْ في هيولى بطنكِ الآمن
وهناءةِ مائِكِ الحنونْ.
ولا تُصدّقي أحداً!
لا ملاكاً، ولا طائراً، ولا نجمةَ مجوس.
صدّقيني أنا! وصدّقي حيرةَ قلبِكْ:
إنْ كان هنالك ربّ
فما حاجةُ العالم إلى ربٍّ إضافيّ؟
ما حاجتُهُ إلى قبرٍ إضافيّ، وندمٍ إضافيّ، وآلامِ قلوبٍ إضافيّةْ؟
أبداً، لا تُصدّقي أحداً! صدّقيني أنا!
العالمُ ليس في حاجةٍ إلى ربٍّ إضافيّ
بل إلى خوفٍ أقلّ... ورحمةٍ أكثرْ.
إذنْ، يا مريمُ الغافلةْ، يا مريمُ السعيدةْ:
لا تَلِديهْ!
.. ......
.. ......
تعرفين ما سيحدث..
إذنْ، احْبِسيهْ!
احبسيهِ بين أضلاعكِ! احبسيه تحت غشاءِ قلبكْ!
احبسيه .. ولا تُفْلِتيهْ!
تعرفين ما سيحدث:
تعرفين الخائنَ، والمبْغِضَ، والخوّافَ، والناكرَ، ومَن سيدقُّ المسمارْ..
تعرفينَ الألم.
إذنْ: لا تَلِديهْ!
لا تَلِدي حسرتَهُ وحسرتَكْ!
لا تفجعي أحشاءَكِ، ولا تكسري قلبَ نفسِكْ!
يا مريمُ الحالمةْ، يا مريمُ الغشيمةْ، يا مريمُ التي سوف تبكي:
إنْ كنتِ تعرفين ما أعرف، وتخشين ما أخشى:
لا تَلِدي اللّـهْ!
لا تَلِدي أحداً!
لا تَلِدي الألمْ!
11/9/2012

صرخة الأرض



ضاقَ القلبْ
والعظامُ ما عادتْ تحتمل.
.. ..
أيها المفجوعُ الذي
تنبعُ صرختُهُ من أحشاءِ الأرضْ
أو ينبحُمن أعالي سُقوفِ الأرضْ!
أيها المفجوع! يا توأمي وشبيهَ نفسي،
رأفةً بيوبالكائناتْ
: إنْ كنتَ لا تستطيع نسيانَ الألمْ
فعلى الأقلّ.. على الأقلّ
أُكْتُمْ عنّي صَرْخَتَكْ!
.. ..
ضاقَ القلبْ.
11/9/2012