شكّلت قضية علي أنوزلا الحدث الأبرز في المشهد الإعلامي المغربي طوال عام 2013. صحيح أنّه أُفرج عنه بعد شهرين من الاعتقال في سجون المملكة، إلا أنّ ملفه ما زال أمام قاضي التحقيق المكلف قضايا الإرهاب في محكمة سلا. الصحافي المثير للجدل اشتهر بمواقفه النقدية إزاء السلطة، لكنّه نشر في موقعه الإخباري «لكم» رابطاً لفيديو منسوب إلى «القاعدة» ينتقد الملك، ما دفع إلى اعتقاله بتهمة الإشادة بالإرهاب.
وإن حوكم بهذه التهمة، فإنه سيقبع في السجن لسنوات. ويساند علي أنوزلا العديد من المنظمات والناشطين الذين يعدّون اعتقاله وسيلة لإخراس مواقفه النقدية اتجاه السلطة. وقبل أسابيع من اعتقال أنوزلا، تسرب خبر الإفراج عن مغتصب أطفال إسباني هو دانيال غالفان في عفو ملكي عن السجناء. الخبر أطلق نقاشاً في الصحافة والشبكات الاجتماعية وتصدّر العناوين الرئيسية والافتتاحيات في جرائد المغرب قبل أن ينتقل إلى دول أخرى. وهو ما دفع القصر الملكي إلى إصدار بيان، يحمل اعترافاً بالخطأ، ويشكل سابقة في تاريخ تواصل القصر مع المغاربة. من أبرز أحداث السنة إصدار وزارة الاتصال لـ«الكتاب الأبيض» الذي يعدّ خلاصة نقاش بين الوزارة الوصية على قطاع الصحافة والإعلام وبين مديري المواقع ومختصين في الإعلام البديل. خلاصات أبصرت النور من خلال الكتاب وحاولت تأطير العمل الإعلامي في الفضاء الإلكتروني، وخصوصاً أنّ السنة شهدت تناسل عشرات المواقع العربية والفرنسية، لكن غلب على معظمها الطابع الهاوي.
عرفت السنة أيضاً عودة مراسلي «الجزيرة» إلى المغرب بعدما كانت الأزمة بين القناة والمملكة قد دفعت الأولى إلى إغلاق مكتبها في الرباط وإلغاء نشرتها المغاربية. صحافيو القناة عادوا إلى إنتاج تقاريرهم، لكن ليس بالحدة نفسها. ويبدو أنّ عودة القناة جاءت في إطار صفقة جعلتها تعمد إلى التليين إزاء قضايا يعتبر أصحاب القرار في المغرب أنها مصيرية للبلد كالملكية، والنزاع حول الصحراء.