لم يخلُ المشهد الجزائري في 2013 من الخلافات. تحولت المواقع الافتراضية إلى حلبة صراع بين الأدباء، معبّرةً عن هشاشة مجتمع الأنتليجنسيا الغائب عن أهم القضايا الراهن. تأججت صفحات الأدباء الجزائريين الافتراضية على خلفية انتقاد أمين الزاوي الرواية الجزائرية الجديدة. اعتراف فتح عليه النار من قبل أهم الأسماء الروائية الشابة في الجزائر. كذلك، عادت الأفلام الجزائرية من المهرجانات خالية الوفاض رغم وجود أفلام مهمة كـ«الدليل» لعمور حكار، ووثائقي نادية أنادر «جذور ورجال»، فيما استمرت الفعاليات السينمائية داخل الجزائر، كـ«مهرجان وهران» الذي وصفت دورته بالبائسة. خلال العام أيضاً، ظهرت سينما شبه مستقلة تحاول الابتعاد عن تقليد سينما الثورة السائدة والمواضيع المستهلكة، مثل تجربة أمين سيدي بومدين في «الجزيرة»، والفيلم الأمازيغي «امينيغ» (الرغبة في الرحيل) لمناد مبارك.وكانت 2013 سنة الموسيقى مع عودة ايدير إلى الساحة بألبومه الجديد الذي حمل اسمه، وظهور فرق شابة استقطبت جمهوراً واسعاً بفضل عملها على إبراز التراث الجزائري الأمازيغي والصحراوي والشعبي ومزجه الأجناس الموسيقية الغربية. وواصل المثقفون الجزائريون التعبير عن سخطهم، منتقدين المصاريف الضخمة على مهرجانات وتظاهرات لم تترك أثراً في حياة المواطن، بينما انتقدوا الظروف المأسوية لرحيل أعلام الثقافة، أبرزهم المؤرخ أبو القاسم سعد الله، والناقد عبد الله الركيبي والفنانة صورية كنان والأديبة أمينة مشاكرة. ويبقى الحدث الأبرز هو معرض الكتاب في الجزائر الذي حقّق مليون وثلاثمئة زائر، وشهد للمرة الأولى غياب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بسبب ظروفه الصحية، فيما حقق الكتاب الديني كعادته مقدمة الأعمال الأكثر مبيعاً. وأخيراً حاز واسيني الأعرج جائزة «مؤسسة الفكر العربي» عن روايته «أصابع لوليتا» (الآداب)، وإسماعيل يبرير «جائزة الطيب صالح للرواية» عن «وصية المعتوه، كتاب الموتى».