مُحزنة هي حال الثقافة في اليمن السعيد بعد فوران «الربيع» والثورة. تجمّد الحراك الثقافي وتصحر اتحاد الأدباء والكتّاب وأغلق أبوابه ولم يعد يفعل شيئاً سوى صرف مرتبّات العاملين. في المقابل، ما زال هناك أدباء شباب يواصلون حملتهم لدفع السلطات للكشف عن مصير مخطوطات تركها الشاعر الراحل عبدالله البردوني وتمت سرقتها من بيته بعد ساعات من دفنه. وهي مخطوطات كان البردوني قد أعلن أنّها تفضح الحالة السياسية في اليمن.
صارت صنعاء القديمة على وشك الخروج من قائمة المدن التاريخية الكبرى في العالم مع قدوم شهر شباط (فبراير) المقبل، وانتهاء المهلة التي طرحتها الأونيسكو بهدف وضع حد للانهيار الذي يحدث في تلك المدينة.
وفوق هذا كلّه، أتى وزير ثقافة يساري إلى الحكومة بفضل ثورة الربيع الشبابي واكتفى بإدمان حالة سفر متواصلة إلى خارج اليمن من أجل بحث العلاقات اليمنية والعالم. نجح في ضرب أرقام قياسية في الطيران بين قارات العالم.
رغم هذه القتامة الثقافية، ظهر «معرض صنعاء الدولي للكتاب» وحده رافعاً اثقال الثقافة اليمنية على ظهره. نحو مليون ونصف المليون زائر عبروا ردهات المعرض رقم 39 بحسب احصائية «الهيئة العامّة للكتاب». رقم كبير يتناقض مع الحالة المعيشية الصعبة التي صارت تحيط بالمواطن اليمني.
ومن النقاط البارزة كانت عودة غالبية الدور اللبنانية التي قاطعت معرض صنعاء في السنوات الأخيرة كـ«الساقي» و«الجمل» و«المركز الثقافي العربي» و«الفارابي» مع عناوين كانت ممنوعة في عهد النظام السابق لأنها كانت تمّس بطريقة حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح لليمن ومنها رواية «طائر الخراب» لحبيب سروري.
مقالات أخرى على موقعنا