قضية شبكات الإنترنت غير الشرعية التي خضّت لبنان أخيراً بسبب أبعادها الأمنية الخطيرة وإتاحة التجسس لمصلحة إسرائيل، تحوّلت الى حرب ضروس بين ثلاث محطات: lbci وmtv و«الجديد». سطّحت القضية إعلامياً، ودخلت بازار التراشق، وصولاً الى حدّ تسخير مقدمات الأخبار المسائية للهجوم بين هذه المحطات.
خرجت «الجديد» أول من أمس بمقدمة نارية ضد محطة المرّ

كانت «المؤسسة اللبنانية للإرسال» قد بدأت منذ 17 شباط (فبراير) بسلسلة تقارير إخبارية (إعداد إدمون ساسين) تضيء على شبكات الإنترنت غير الشرعية. سرعان ما لحقتها «الجديد» عبر إتاحة شاشتها لرئيس هيئة «أوجيرو» عبد المنعم يوسف الذي كشف عن أسماء وشركات متورطة في هذه الشبكات، وربطها مباشرة بالشبكة التجسسية لإسرائيل التي كشفت عام 2009. التراشق الهجومي استمر على مدى اليومين الماضيين، على خلفية ذكر اسم رئيس مجلس إدارة mtv ميشال غبريال المرّ بوصفه متورطاً وداخلاً في شراكة مع هذه الشبكات، فجنّ جنون mtv. في تقرير مسائي عُرض قبل يومين (إعداد حسين خريس)، وضعت القناة ما يحصل ضمن «حملة مبرمجة على المحطة»، و«تعمّد زجّ» اسم المرّ فيها. القناة اللبنانية اتهمت عبد المنعم يوسف «بتوريط» كل من «الجديد» وlbci في هذا البازار. وأرجعت سبب استخدام هذه المنابر من قبل يوسف إلى سلسلة التقارير التي أنجزتها mtv حول ضرورة تأمين إنترنت سريع يصل الى كل المناطق اللبنانية، والهدر المالي في «أوجيرو» الذي يصل الى 80 مليون دولار، ما أزعج برأيها مدير عام «أوجيرو». لم تكتف محطة المرّ بذلك، بل أخذت القضية الى مكان آخر، الى زاوية «الحسد والغيرة» اللذين أصابا lbci و«الجديد» بسبب تفوّق mtv عليهما في السوق اللبنانية. في نهاية التقرير، طلبت من المحطتين الاعتذار لميشال المرّ، ولوّحت برفع دعوى قضائية ضدهما بسبب إقحام اسمه ضمن المتورطين في شبكات الإنترنت غير الشرعية.
وبعد سلسلة تقارير إخبارية عن «كذب عبد المنعم يوسف» على mtv، جاء دور «الجديد» التي خرجت أول من أمس بمقدمة نارية خصّصت بالكامل لمحطة المرّ ورئيس مجلس إدارتها. اعتذرت القناة من المشاهدين عن «إضاعة وقتهم للرد على هذا الإسفاف» و«الهذيان» كما أوردت. وقالت إنّ المرّ «يتخبط» على «الرغم من أنه يدّعي أنه يتربع مطمئناً على عرش الإعلام ولا أحد يستطيع منافسته».
هكذا، وبسحر ساحر، نام اللبنانيون على خبر شبكات الإنترنت غير الشرعية ليستفيقوا على حرب ضروس تدور رحاها بين الشاشات اللبنانية، وأمسوا هم ضحيتها. هكذا، سخِّفت القضية الأساس التي تمسّ كل لبناني، وتمس الأمن بشكل مباشر، ودخلت بازاراً إعلامياً بنسخة رديئة، فتحولت من الإضاءة على هذه الشبكات وتعقبها الى «ولدنات» عن الغيرة والحسد ومن الأقوى على الساحة الإعلامية اللبنانية!