لم يمرّ موسم حفلات رأس السنة 2012 على خير كما كان متوقّعاً. انطلقت الماكينة الإعلامية لعمرو دياب مرّة أخرى للترويج بأنّ «الهضبة» هو الأعلى أجراً بين النجوم العرب. وكان أغلب الفنانين قد اتجهوا إلى إحياء حفلات في بيروت، تاركين لدياب ساحة دبي، التي لم يغنِّ فيها أحد من النجوم باستثناء ماجد المهندس، وشيرين عبد الوهاب. كاظم الساهر، وعاصي الحلاني، وكارول سماحة، ويارا، وميريام فارس، ونجوى كرم، وراغب علامة، وهيفا وهبي، ووائل كفوري، وملحم زين... وغيرهم من النجوم استقبلوا العام الجديد في العاصمة اللبنانية، ونجحوا في استقطاب جمهور كبير.
أما عمرو دياب، فاختار الإمارة الخليجية، بعد عودته إلى عالم الحفلات من خلال «بناديك تعالى»، لكن فشل هذا الألبوم جعله يقدّم فقط أغنيتين منه ليلة رأس السنة، كما أطلق خلال الحفلة نفسها شريطاً مصوّراً لـ«بناديلك تعالى». ورأى عدد من المراقبين أن هذه الخطوة طريقة ترويجية مختلفة ابتدعها صاحب «ميّال» لجذب الأنظار إليه من جديد، بعدما خبا نجمه في السنوات الماضية، وتحديداً بُعيد «ثورة 25 يناير» وموقفه الحيادي من التغيرات في مصر.
أما المفاجأة، فكانت بعد يومين من ليلة رأس السنة. بدأت تنتشر أخبار وتقارير عن تقاضي عمرو دياب أعلى أجر بين النجوم العرب، حتى وصل الأمر بالبعض إلى الترويج بأنّ النجم المصري تقاضى مليون دولار مقابل الغناء ساعتين على مسرح الـ«ريتز كارلتون».
وهنا لا بدّ من العودة إلى ما حصل العام الماضي، بعدما ألغيت حفلة رأس السنة في بيروت. علماً أنّها القضية التي لا تزال ارتداداتها متواصلة في قاعات المحاكم في بيروت بين عمرو دياب، ومتعهّد الحفلات والملحن جان صليبا. وقتها كُشفت حقيقة أجر صاحب «قمرين» الذي لا يتعدّى كحدّ أقصى الـ240 الف دولار أميركي. والأسوأ أن العام الماضي كان كارثياً بالنسبة إلى دياب، وهو ما دفع بشركة «روتانا» إلى تنظيم حفلته السنة في دبي، على خطى تامر حسني، الذي استقبل 2012 في البحرين، تاركاً الساحة المصرية لكل من محمد فؤاد، ومحمد حماقي، وآمال ماهر.
وأخيراً، بات واضحاً أن الأرقام الحقيقية لأجور الفنانين أشبه باللغز الذي لا يعلم تفاصيله إلا متعهدو الحفلات، الذين يتكتمون بإصرار على هذا الموضوع المحوري. أما شركات الإنتاج التي تدير أعمال الفنانين، فتقوم هي بدورها بالمبالغة في أرقام الأجور للحفاظ على صورة المغني ضمن باقة متكاملة من ضرورات العمل التي تشمل: جذب الداعمين لتصوير الفيديو كليب، والحصول على أعلى الأجور لتصوير البرامج التلفزيونية، والتزوير في نسب مبيعات سوق الكاسيت لقطف الجوائز من هنا وهناك... وأخيراً، ضمان أعلى نسبة مئوية من مدخول المغني، الذي اقتصر في زمن القرصنة الرقمية على الحفلات، خاصةً كانت أو عامة.