الفصل الأخير من مصرع: محمد العبدالله | من قصيدة «فاصل من سكرة السيد «س»»
هي تدفع بي إلى الخيانة
وأنتم تدفعون بي إلى الحرب
كأنها ليست حبيبتنا
كأنها ليس الذهبيه
وكأنني أحملها لوحدي
****
ولا مرة أخطأني هذا الحنين
ولا مرة نسيت دموعي
«الجندول» أو «الهورس شو»
«الرميلة» أو ثلاثة كيلومترات من الذهب المحاذي للشاطئ
هكذا حمزة كان يصل دائماً وحسن ينضوي في اللحظات الأخيرة
ثمّ
حملتُ معي جثة جورج كم أنفاق باريس إلى
شمس جبيل
وحجزت لجثة عباس في الطائة التاليه.
***
لأقول ما بي ينبغي أن أستعيد وجوهاً كثيرة
ينبغي أن أقرأ في التفاصيل
هكذا التوبة تستعيد تفاصيل الخطيئة
بينما روحها تحاشر الخواصر وتصعد إلى العيون
اذن اقترب حتى ألامس
أصيخ السمع كالجواسيس
أتفرّس الملامح كالغرباء
ألاحقُ وأستنطق
موافقاً لكي أسمع من يعارض، معارضاً لكي أحرّض وأفسد
هكذا أنصب الحيرة والقلق أفخاخاً أفخاخاً
لأراها تخرج من الأعين، تنصرخ من الأفواه، تنبت بين الأصابع
هكذا أزرعها خلسة بين الخيانة والحرب
وأقول لها
اكبري، وامتدّي، وعرّشي.
*** وما بي ليس بي
ولكنني أسمع حشرجة فأنخسف
أرى أسئلةً فأنطوي كعلامة استفهام
أتذوّق مرارة فأقشعر
وفي آخر الليل يعلق في ثيابي منها
كلامأً ناقصاً وورداً بلا زبائن
يتّسع موتها على عينيّ فأنكسر وأطأطئ
أنا الذي كان ينتظر ببابها... ويدخن.

من قصيدة «زفـاف»

إنني مستوحد كقمر الصيف يا مريم
كشرفة بساهر وحيد
وكأغنية ذاهبة في الليل
أريد أن أقول لك شيئا:
البحر مقفل على الشاطئ
قلبي مقفل عليك.
أريد أن نسبح معا على شاطئ رملي واسع
أن نركب معا في الطائرة
ونطلَّ من النافذة الصغيرة
لنرى الأنهار وقرى السفوح والغابات
أخرجي من قلبي قليلا يا مريم
أريد أن أصِـفك كما يفعل الشعراء
وأريد
أن أمسك كفّك الصغير كسمكة صغيرة
وأقرأ لك الحظ:
حظك عظيم يا مريم
كعاصفة في صحراء , كحريق في غابة
وكعروس
تعزف لها الأوركسترا
ويرشون عليها الكولونيا والأرز
حظك عظيم يا مريم
كصباح العيد
زفافك عظيم يا مريم
أمام الشعب في الساحةِ العامة
وأنا ارفع يديّ عالياً
وأقسم بأن أجعلك ملكة على قلبي
فيندلع رصاص كثيرمن آلاف البنادق
في سماء القرى الزرقاء
بينما توزّعين الحلوى على الأطفال
وعيناك تدمعان من الضحك المتواصل
وأسنانك تلتمع مقابل الشمس
نبيذ للجميع يسكبه أبوك
مناديل ملونة للجميع توزعها أمك
والنوبة... والطبل... والمجوز
وطوائف تدبُكُ في الأرض
بينما أقف على رأسي من شدة التأثر
ويتحلّق الشباب حولي ويعدّون : واحد، اثنان، عشرة
ثم أطلب يدك إلى الرقص
أطلب يدك إلى نبيذ روحي
ويتخاطفك الشباب مني كبندقية
ويطلقون عاليا في الفضاء
كقوزاق يحفرون الأرض بأقدامهم
كقطعان تشبي بعضها
في غلمة الربيع المشتعل بالأقحوان

اتجاه
لأنني لم أعد أميّز بين الخطأ والصوابْ
أكتب دائماً وكأنني أعتذرْ
وأرى وجهك ابتسامة ودموعاً
ليس ما يقهرني هو الحنينْ
انما الجهل بأصول القبلة الأولى
هكذا يا مريمْ
رجع الحمارُ برسن جميل وأذنين قصيرتينْ
بينما السهل يموجُ بالحشائشِ الخضراءْ

فتـات

لصباحك المرّ
لظهيرتك الناعسة
لمسائك العاشق
ولليلك الطويل كقنينة فارغة
أعطي الوقت فرصة أخرى لكي يمر
الوجوه فرصة أخرى لكي تتكرر
النقاط أحرفاً أخرى لكي تستقر عليها
وليكن
ضجراً عالياً كبيرق
وحصانا من القصب لفارس جديد
يا لبضاعتك !
أفكار لقتل الأحلام
ابتسامات لتطويق الدهشة
وحكايات ملفقة لتسريب المواعيد
ومن علّمك؟
كل هذاالخوف
والزينة
والتخفي
وتجويف أيام مقبلة ضد المفاجآت؟
عدِّي معي
من... إلى...
ثم نـتـدافع لكي ندفع الحساب.
واستمعي معي
لزخرفة الكلام
لتصديق الكلام
لتوليد الكلام
لتحميل الكلام حمولة حمار
لكلام… حتى يجف النهر
ويتشقق القاع عطشا!
- وكيف حصل ذلك؟
- كل يوم
- ومتى حصل ذلك؟
بالطريقة المناسبة.
- لماذا تبقى خارجاً؟
- الأبواب ضيقة
- لماذا أنت مطرق دائماً؟ ممّ تخجل؟
- من ثيابي!



موقف اللّذة

أريد أن أقتل أحداً وأشرب من دمه،
فلا شك أن القتل شهي ولذيذ،
وإلا كيف كان يرقص القتلة فوق الجثث
ويشربون الأنخاب.

أساطير فخذها

ورمت فخذاً في البحر المتوسط
تركت فخذاً آخر في الصحراء
يأخذه الجزر ويرجعه المد،
تحركه سفن الميناء.

بحّار مستقل

انكشفي لكي نخاصمك
أحببنا خصرك كثيراً،
ولكنه لم يكن مرفأنا الأخير.

والكاشف يأتي

لندع هذه المدينة تشبه القلب
ولنرَ أي حبّ هذا الذي يجعلنا كلَّ يوم
نتوزع مصاريف المائدة.

بوستال بالمقلوب

شعرك؟ يا مضيعة الوقتْ!
تركضين في القمح على القمح بين سنابل القمح
وتفتحين الممرات.