دمشق | منذ انطلاق الثورة، استقبلت المحطات السورية النجوم والمشاهير ضمن برامجها وندواتها الحوارية للتحدّث عن الأوضاع، بسبب غياب المحللين السياسيين والاختصاصيين. هذا الأمر عرّض هؤلاء النجوم لانتقادات واسعة، سرعان ما تحولت إلى حملات تخوين. وقد تعرّض عدد من كبار الفنانين السوريين لهذه الحملات على خلفية تحركاتهم أو تصريحاتهم أو ظهورهم الإعلامي، حتى لو لم يكن له علاقة بالثورة. في البداية، تعرّض الفنانون الذين وقّعوا على بيان الحليب الشهير لحملة تشهير واسعة. ولم تقف المسألة عند الذين وقّعوا على بيانات وتحركوا بشكل ميداني وشاركوا في التظاهرات. امتد الأمر ليطال كل ممثّل أو فنان يطلّ على المحطات العربية في برامج منوعات لا تخصّ الأزمة. ومن أبرز من تعرض للتخوين النجم جمال سليمان الذي شارك في فعاليات «مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي» («الأخبار»، عدد ٣١ ت1/ أكتوبر 2011). وقبل ذلك، شنّ بعض مرتادي الفايسبوك هجوماً قاسياً على باسل خياط بسبب ظهوره على شاشة «إم. بي. سي» ضمن برنامج «لو» برفقة الممثلة البحرينية هيفاء حسين. البرنامج الذي كانت تقدمه المطربة اليمنية أروى، أثار حفيظة الجمهور الذي نشر تعليقات على موقع التواصل الاجتماعي، اتهم فيه الممثل السوري بأنه غير مهتم بما يحدث في بلاده وغير آبه بعدد الشهداء الذين يسقطون يومياً.ورداً على هذه الحادثة، قرّر الممثل السوري التوقف عن أي ظهور إعلامي والامتناع عن الإدلاء بأي تصريح صحافي تجنباً لوقوعه في مشاكل مع جمهوره، في انتظار جلاء الأمور في بلده. مع ذلك، ظلّ خياط يعاني من ضغط نفسي كبير بسبب ما يجري في بلاده. ثم تحول هذا الضغط إلى قلق كبير على عائلته وابنه الوحيد، فقرر السفر إلى أبو ظبي والالتحاق بدورات إخراج هناك والإقامة مع عائلته لمدة عام كامل («الأخبار»، عدد 13 آب/ أغسطس 2011). وهنا اضطر إلى الاعتذار عن عدم أدائه دوره في مسلسل «المفتاح» للكاتب خالد خليفة والمخرج هشام شربتجي، رغم موافقته شفهياً على العمل وإعطاء صنّاعه وعداً بأنه سيؤدي بطولته ... وبعد إقامته في أبو ظبي لأشهر، قرر نجم «أسرار المدينة» العودة إلى عاصمة الأمويين، حيث أبرم اتفاقاً على تجسيد بطولة مسلسل «بنات العيلة» لرانيا بيطار ورشا شربتجي، على أن تكون الأيام الأولى من التصوير بمثابة اختبار لوضعه وإمكانية تعاطيه مع العمل في ظل ما يعانيه. لكن حالما انتهى اليوم الثاني من التصوير منذ أسبوعين، قرّر النجم السوري الاعتذار عن عدم إكمال المسلسل. ثم لجأ مجدداً إلى خيار السفر مع عائلته إلى دبي في انتظار جلاء الأمور في سوريا. بالتالي استعانت المخرجة رشا شربتجي بالنجم قيس الشيخ نجيب الذي وافق على القيام ببطولة العمل، ليكون أول دور يجسده هذا الموسم. من جهة أخرى، يبتعد الشيخ نجيب عن أي ظهور إعلامي منذ بدء الانتفاضة، وهو يستعد اليوم للسفر بغية المشاركة في «مهرجان الفجيرة للمونودراما». على أن يستكمل التصوير بعد عودته. إذاً، يبدو أنّ الدراما السورية تعيش تحديات كثيرة هذا الموسم، إضافةً إلى البلبلة والتأخّر في تنفيذ المشاريع الدرامية، فقد خسرت للتوّ أحد نجومها الشباب الذي لم يستطع التأقلم مع هذه الأجواء التي يختبرها للمرة الأولى في حياته.