بالنسبة إلى إنغمار برغمان، كان ألفرد هيتشكوك طفولياً في نظرته للمرأة. أمّا غودار فكان «مدّعياً، يصنع أفلاماً مضجرة لتنال إعجاب النقاد». في عالم السينما، لم يكن المعلّم السويدي يحبّ السينمائيين. صبّ ولعه على كائناتٍ أخرى. أحبّ الكاميرا بالطبع، فانوسه السحري. لكنّه أحبّ قبل كلّ شيء عصابةً من الممثلات، تواطأ معهنّ على خلق صورٍ خالدة للمرأة على الشاشة. ألفت بيبي أندرسون، وليف أولمن (الصورة)، وهارييت أندرسون، وانغريد ثولين (وأخريات) ما يمكن أن نسمّيه فرقة «ملائكة إنغمار». جميلات السينما السويدية في الستينيات والسبعينيات كنّ ملهماته على الشاشة، وخليلاته في الحياة.
السينمائي الدونجوان الذي تزوّج خمس مرّات، اختبر نوعاً من الغواية الخاصّة مع ممثلاته، وصلت حدّ الغرام والهيام، وأثّرت على مقاربته للمرأة ككائن متفوّق على الرجل أحياناً.
حين أصيب بذات الرئة، ورقد في المستشفى يصارع هلوساته، ألحّ عليه وجها بيبي أندرسون وليف أولمن. فخرج لينجز رائعته «برسونا» بمشاركة الممثلتين. لم تكن ممثلاته الأثيرات مجرّد مؤديات، بل جزءاً من مفردات قاموسه، تماماً كالموت، وشتاء السويد، والأبيض والأسود، وجزيرة فارو، وغياهب النفس البشريّة. ألم ينجز «مشاهد من الحياة الزوجيّة» إثر انفصاله عن ليف أولمن؟ في الستينيات، كان الجمال السويدي البارد والغامض هو الجمال الأمثل. هكذا، كانت هارييت أندرسون في «صيف مع مونيكا» بجسدها الغضّ، ووجهها الطفولي، رمزاً للإثارة الجنسيّة المطلقة كما فهمها برغمان ومجايلوه. ينسحب ذلك على مقاربة صاحب «الفانوس السحري» للرغبة الأنثويّة، كما أدّتها بحزن وامحاء إنغريد ثولين في «الصمت» أمام غونل ليندبلوم (من ملائكة برغمان أيضاً) بدور شقيقتها المتفلّتة من القيود. حكمت الغيرة والتواطؤ، الشهوة والنفور علاقات النساء في أعمال برغمان. هنّ الملهمات، والمحرّضات، والعشيقات وعنصر أساسي من الصورة. كلّ ملائكة برغمان تنافسنَ على حبّه. وكلّ واحدة حازت في نهاية المطاف دوراً جوهرياً في ميراث السينما العالميّة... فقط لأنّها كانت جزءاً من هلوسات رجلٍ ساحر.