دمشق | بعدما كان مقرراً أن تنتج «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني» مسلسلَين عن روايتَي حنا مينه «شرف قاطع طريق»، و«المصابيح الزرق»، يبدو أن الخيار رسا أخيراً على تنفيذ العمل الأخير فقط. وقد كتب محمود عبد الكريم سيناريو ثلاثين حلقة منه، بينما أسندت مهمة إخراجه لفهد ميري. وكانت عمليات التصوير قد انطلقت قبل فترة في دمشق، ثمّ انتقلت إلى طرطوس.
يروي المسلسل مجموعة من القصص لشخصيات تاريخية عاشت في الساحل السوري، مع الإضاءة على حياتها الاجتماعية بمزيج من الفرح والحزن... وينحو العمل باتجاه الكشف عن الظلم الذي عانته تلك الشخصيات السورية، نتيجة بؤس الأوضاع الاجتماعية، كما نشاهد كيف ناضل أبطال العمل وحلموا باستقلال بلادهم. وتتطوّر كل هذه الأحداث ضمن حبكة درامية وتشابك للأحداث في إطار حدوتة متماسكة. ولا ينسى المسلسل عرض قصص الحب الجميلة التي عاشها هؤلاء. وبين الحرب ومأساتها يبقى الشعار الدائم عند أبطال العمل هو «الوطن أو الموت».
أما عن نجوم المسلسل، فهم مجموعة من أبطال الدراما السورية، منهم: سلاف فواخرجي، وغسان مسعود، وأسعد فضة، وضحى الدبس، وجهاد سعد، وأندريه سكاف، ومحمد حداقي، وزهير رمضان، وسعد مينه، وتولاي هارون. هكذا، كانت الأمور تسير بالشكل المناسب، بعدما انتقل فريق العمل إلى مدينة طرطوس للتصوير في أحيائها القديمة.
وتزامن ذلك مع تصريحات مخرج العمل عن رضاه الكامل عما أنجزه من مشاهد، لكنّ تطوراً حصل أول من أمس لم يتوقّعه المخرج ولا فريق العمل، إذ تناقل الوسط الفني خبر حصول اعتداء على فريق مسلسل «المصابيح الزرق» في طرطوس. وما إن انتشر الخبر حتى ظنّ البعض أنّ المعارضة تقف خلف هذا الاعتداء، وخصوصاً بعدما نشرت بعض المواضيع عن نية المؤسسة الاستعانة بممثلين موالين للنظام، واستبعاد المعارضين، وهو ما نفاه مدير المؤسسة فراس دهني.
لكن سرعان ما اتضحت الخلفيات الحقيقية لهذا الاعتداء. وقعت مشادة كلامية بين أحد الكومبارس وأحد سكّان حي المتحف، حيث يجري التصوير. وتطور الموقف وخرج عن السيطرة.
هكذا فوجئ فريق «المصابيح الزرق» بهجوم من قبل أهالي الحي بالعصي والأدوات الحادة، وقاموا بتكسير معدات الإضاءة. وقد أصيب اثنان من الكومبارس ونقلا إلى العناية المركزة بعد تلقيهما طعنات بالسكاكين، وكسرت ذراع أحد الفنيين، بينما نجا بقية فريق العمل بصعوبة من الاعتداء.
من جهتها، تبدو «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني» حذرة في كشف حقيقة ما حصل لغاية عودة الاستقرار إلى موقع التصوير. وقال أحد العاملين في المسلسل: «سبب ما حصل تافه، ويمكن أن يقع عند تصوير أي عمل... لكن لا نعرف سبب انفعال أهالي الحي بهذه الطريقة». ويكشف أن «النجم غسان مسعود كان موجوداً وقد حاولوا الاعتداء عليه من دون أن ينجحوا».
من جانب آخر، اضطر فريق مسلسل «سيت كاز» لزهير قنوع إلى تأجيل التصوير بسبب الظروف المناخية السيئة في محافظة السويداء، ومرض الفنان خالد تاجا، وبحثهم عن ممثل بديل يجسد الدور الذي أسند إليه.
إذاً في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا، تبدو مسألة التصوير خارج حدود العاصمة مغامرة محفوفة بالمخاطر، وغير محسوبة النتائج.