القاهرة | هل تواجه غادة عبد الرازق مصير طلعت زكريا؟ وهل يتعاطى الجمهور مع فيلمها الجديد «ريكلام» كما فعل مع «الفيل في المنديل» ويقاطعه تجارياً؟ أم أن صاحبة «بون سواريه» ستنجح في جذب الجمهور الغاضب من مواقفها السياسية؟ أسئلة تبدو مشروعة بعد انطلاق عروض «ريكلام» أمس في الصالات المصرية. النجمة المصرية التي ورد اسمها على القائمة السوداء بسبب دعمها لنظام حسني مبارك تواجه اليوم أوّل تحدياتها الفنية الحقيقية بعد الثورة.وفي وقت لا وجود فيه في مصر لأيّ جهة تحدّد بدقّة نسبة إقبال الجمهور على المسلسلات، يبدو شبّاك التذاكر أكثر حسماً في الكشف عن نجاح أيّ فيلم أو فشله. وفي الأيام القليلة المقبلة، سنكتشف ما إذا كانت نجمة القائمة السوداء غادة عبد الرازق قد نجحت في استقطاب الجمهور إلى «ريكلام».

الشريط من إخراج علي رجب، وتشارك في بطولته رانيا يوسف، ومادلين طبر، وإيناس مكي، وتدور أحداثه في عالم الملاهي الليلية، حيث تعمل مجموعة من بائعات الهوى، فنتابع علاقتهن مع الزبائن والمشاكل التي يواجهنها في حياتهن. تصوير العمل بدأ بعد الثورة، ويمثّل طرحه في الصالات حالياً تحدياً لبعض الجهات التي تحاول حصر اهتمام السينما في مواضيع معيّنة، وخصوصاً بعد سيطرة التيار الإسلامي على الحياة السياسية في مصر، لكن يبدو أنّ معارضة هذه النوعية من الأعمال التي تركّز على الإثارة المجانيّة لجذب المشاهد، لن تقتصر على الإسلاميّين الخائفين على «الأخلاق العامة»، بل ستطاول قسماً كبيراً من الجمهور بدأ يهجر هذه الأعمال بسبب مضمونها السطحي والفارغ فنياً. وهو ما يفسّر أيضاً الهجوم الذي تتعرّض له إيناس الدغيدي بسبب صبّ اهتمامها على الأفلام التي تقارب قضايا المرأة على نحو سطحي.
وما زاد من الانتقادات الموجّهة إلى «ريكلام» هو الإعلان الترويجي الخادع للشريط، إذ شاهدنا في البرومو عبارات وملابس مثيرة، لكن العمل مرّ على الرقابة من دون أيّ حذف، وهو ما يؤكّد أن العبارات التي شاهدناها في البرومو مجتزأة من مشاهد لا تكتمل فيها «السخونة». وكانت عبد الرازق قد دافعت في كل مقابلاتها عن هذا الإعلان الترويجي، مؤكدةً أنّ الإثارة ليست متعمّدة «لأن كل رقصة في الفيلم مبررة درامياً ولها مناسبتها داخل الأحداث». وأضافت إنّ ملابسها ومكياجها يخدمان الشخصية التي تجسّدها، محاولةً إعطاء بعد اجتماعي للعمل، فقالت إنه يطرح قضية «تهمّ المرأة التي تواجه ظروفاً عصيبة في حياتها، وبالأخص فتيات العشوائيات والظروف التي دفعهتن إلى الانحراف من أجل لقمة العيش».
وفي سياق موازٍ، يعاني العمل أزمات أخرى. إلى جانب وجود غادة عبد الرازق في مقدمة الأبطال، أعلنت رانيا يوسف تبرؤها من العمل بسبب حذف معظم مشاهدها وعدم وضع صورتها على الأفيش، كما عانى الشريط مشاكل إنتاجية عدة، ويواجه حالياً ضعفاً في الدعاية بسبب انشغال الشارع المصري بمجريات الأحداث السياسية. في الوقت نفسه، بدأت أفلام أخرى تجذب الجمهور على نحو أكبر، وهو ما يضع الفيلم في منافسة قوية ووسط إقبال جماهيري ضعيف. ومن بين هذه الأفلام المتوافرة في الصالات حالياً التي أنعشت سوق السينما، فيلم «واحد صحيح» لهاني سلامة، و«عمر وسلمى 3» لتامر حسني، و«بنات العم» لأحمد فهمي، وشيكو، وهشام ماجد،. وقد حقّق هذا الشريط إقبالاً كبيراً منذ اليوم الأول بسبب طبيعته الكوميدية، كما من المتوقّع إطلاق عروض «جدو حبيبي» لبشرى، ومحمود ياسين، و«غش الزوجية» لرامز جلال.
إذاً في ظل هذه المنافسة، يتوقّع كثيرون أن تنخفض نسبة مشاهدة «ريكلام» عكس ما حصل مع فيلم عبد الرازق الأخير «بون سواريه»، الذي طرح في الصالات في كانون الثاني (ديسمبر) 2010 وظل يحصد الإيرادات حتى اندلاع الثورة.