عماد حجاج معادٍ للسامية. للوهلة الأولى يبدو كأن هذا الاتّهام الموجّه إلى رسام الكاريكاتور الأردني قد تأخّر كثيراً. منذ سنوات، تشنّ بعض المنظمات الصهيونية، وخصوصاً تلك التي تتّخذ من أميركا مقراً لها، هجوماً منظّماً على هذا الفنان الشهير. إلا أنّ اتهامه بمعاداة السامية لم يخرج إلى العلن إلا في الأيام الأخيرة، بعدما نشرت منظّمتا JTA، و B’nai B’rith (مقرّهما نيويورك) تقريراً هجومياً وصف حجاج بـ«كاره اليهود». طبعاً، يمكن لكلّ من اطّلع على رسوم حجاج استنتاج أن هذا الأخير ينتقد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين والعرب، لكنّه لم يوجّه يوماً أي إهانة أو انتقاد لأبناء الديانة اليهودية، «لكن المنظمات الصهيونية تجيد اللعب على التداخل بين الشق السياسي والشق الديني» يقول حجاج في حديثه مع «الأخبار». ويشرح أنّه عندما يستعمل نجمة داوود في رسوماته، فذلك «لأنها رمز سياسي لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وليس بسبب المعاني الدينية التي تحملها لأبناء الديانة اليهودية».
لكن يبدو أنّ هذا الشرح لم يقنع بعض المنظمات الدولية التي سبق لحجاج أن عمل معها في الأردن «آسف لأن بعض هذه المنظمات قد سارعت إلى إصدار بيانات اعتذار عن تعاونها معي في السابق، بدلاً من أن تدقّق في صحة هذه الاتهامات الموجّهة إليّ». وكانت منظّمة IREX التي عمل معها حجاج في حملات توعية صحية في الأردن قد اعتذرت من المنظمات الصهيونية في الولايات المتحدة. لكن، ما هو سبب هذه الهجمة؟ ولماذا الآن تحديداً؟ يبدو حجاج شبه واثق من الأسباب التي تقف خلف التقرير الصهيوني الذي اتهمه بمعاداة السامية، «أنا من الرسامين العرب القلّة الذين وضعوا نصب أعينهم بعد 11 أيلول/ سبتمير، ضرورة التوقّف عن مخاطبة أنفسنا والتوجّه إلى الغرب». ويشير هنا إلى أنه يرسل رسوماته مجاناً إلى وسائل إعلامية غربية بهدف خدمة هذه الرسالة «وقد نجحت بالفعل في نشرها في عدد من أبرز الصحف والمجلات الغربية مثل Newsweek، وLAtimes». أما عن التوقيت، فلا يستغربه حجاج، بل يشير إلى أنه في الفترة الأخيرة كان يتلقّى رسائل إلكترونية فردية تطلب منه التوقّف عن انتقاد إسرائيل، والتطرّق إلى مواضيع أخرى. حالياً، وبعد إصداره بياناً ردّ فيه على كل هذه الاتهامات، يبحث حجاج إمكان رفع دعوى تشهير ضدّ المنظّمتين في المحاكم الأميركية، وتحديداً في نيويورك، «لكن الدعوى مكلفة، لذلك أبحث عن الطرق التي ستمكّنني من ذلك». وفي ظلّ هذا الهجوم المبرمج ضدّه، يأسف حجاج لأنّ قسماً كبيراً من الوسائل الإعلامية تجاهل ما حصل، «في وقت نشر فيه البيان الموجّه ضدي على الكثير من وسائل الإعلام، قليلون هم الذين نشروا الردّ الذي أصدرته».
يذكر أن نقابة الصحافيين الأردنيين، و«مركز حماية وحرية الصحافيين» في عمّان قد عبّرا عن تضامنهما مع حجاج، معتبرين أن هذه الحملة هي «اعتداء على حرية التعبير».