كان لكِ جبين وردة الجزائرية وهي تغنّي عذابات الحُب في عِزّ أَلَقِها وقامة صباح في ذلك الزّمن الغافل الساهي
الزّمن الذي حَسِبناه أَبداً ولم يكن سوى نهارٍ واحدٍ
وها أَنا أَجلسُ فوق رماده
وانظري يا صاحبتي كم هو مؤسٍ
أَن أَستعيد أَلق عينيكِ وجبينك مِنْ وراءِ بُرْقُع الموت
أَن أَستعيد مَلْمَحاً مِنْ وجهك ــــــ هذه الشّمس التي دفنوها في غروبٍ مِنَ الإسمنت.

■ ■ ■

كنتِ زهرة الأودية وسوسنة الجيل
تقاتَلْنا عليكِ وخسرناكِ جميعاً
يا حُمْق التاريخ
رجلٌ يريد أَن يكسب امرأة؟!
كنتِ زهرة الأودية وجرفتك السيول
كنتِ سوسنة الجيل
وها هو جيلنا بلا سوسنة.

■ ■ ■

أَنا قانعٌ بالفقدان
والخسارة ذئبة ربّيتها مِنْ لحم كتفي
لكنّ ملمحاً من وجهكِ مثل طرفٍ من شراع سفينةٍ تغرقُ وهذه النوارس التي تنبح وهذه الأمواج الكافرة...
حينها لا تسعفني كل قناعاتي بالفقدان.

■ ■ ■

انظري ها هي وردةُ، في أخدودها العميق، تواصِلُ أُغنية «الوداع»
انظري كم هو مؤسٍ أَن أَستعيدكِ مِنْ وراء بُرْقُع الموت.