طلال الجردي نجم التلفزيون والسينما هذه الأيّام. الأسبوع الماضي، باشر تلفزيون «الجديد» بعرض الدراما الاجتماعيّة «من كل قلبي» للمخرج جو فاضل. وفي الليلة نفسها، تلقى اتصالاً من فريق إنتاج «الغالبون2» للمخرج رضوان شاهين للانضمام إلى الجزء الثاني من المسلسل الذي يرصد سيرة المقاومة الإسلاميّة. وينتظر كذلك بدء عروض فيلمه «تاكسي البلد» للمخرج دانيال جوزيف في 8 آذار (مارس) المقبل في الصالات اللبنانيّة.
وإذا كان الشريط السينمائي لم يواجه عراقيل تذكر، إلا أنّ المجهول كان بالمرصاد لمسلسل «من كل قلبي» (إنتاج «فيا ميديا»). منذ شهر، كان الجردي يفاوض أكثر من محطة على العرض الأوّل، بعدما خذلته lbc التي أسهمت في تشكيل طاقم الممثلين وعلّقت الشراء بعد أزمتها الأخيرة. يقول: «lbc الفضائيّة لم تعد معنيّة بالعمل اللبناني، صارت تشتري المسلسلات أرضياً فقط». خاف الجردي رحلة الانتظار التي اختبرها يوم قدّم مسلسل «متل الكذب» الذي أنتجته 4 Production؛ إذ انتظرت الأشرطة أشهراً في الأدراج قبل الموافقة عليها، وتعرضت مسلسلات أخرى لمصائر مشابهة مثل «ضحايا الماضي» و«سيناريو».
لا يخفي الجردي رهان «فيا ميديا» على باكورة أعمالها «من كل قلبي»، وهي الشركة التي أسسها مع رفاق في الهمّ الفني. وحصراً للنفقات، توزعوا مهمّات التنفيذ من كتابة (طارق سويد)، وإدارة تصوير (كمال ترّو) وهندسة صوت (سامر السعيدي). وبذلك، خفّفوا عن الشركة بعض المصاريف، وخصوصاً أن ترّو والسعيدي هما من المشهود لهما في تنفيذ البرامج والدراما والسينما، ومن الطبيعي أن يكرّسا كل وقتهما لخدمة عملهما الأوّل. إخراجيّاً، بعد الحملة التي واجهها قبل عامين على خلفية حلقة درامية للكاتب مروان نجّار، كان على جو فاضل أن يؤكّد أنه قادر على تقديم عمل جيّد. هو «مخرج واعد» كما يصفه طلال، لافتاً إلى أنّ «بين أيدينا حاليّاً ثلاثة نصوص، نستعدّ لإنتاج أحدها فضلاً عن تنفيذ البرامج».
وبينما تغيب معظم نصوص الدراما عن القضايا الاجتماعيّة والمشاكل اليوميّة، يرى طلال أنّ «الوقت حان لنجتاز الحدود الجغرافيّة، ونخرج من قوقعتنا بمواضيع تشبهنا وتعكس صورة واقعية عن لبنان، تماماً كما فعلت الدراما المصريّة والسوريّة، ليستمتع الجمهور العربي بأعمالنا، لأنّه ليس مصادفة أن يكون لبنان المكان المفضل للعرب». ويتوقع أنه «بعد خروج مصر من مصابها، ستتبوأ مجدداً المركز الأول في الدراما؛ لأنّ جيل الممثلين الجديد رائع».
ويشرح الجردي قصّة مسلسل «من كل قلبي» الذي يطرح حكاية الشقيقتين لارا (مايا نصري) ويمنى (بريجيت ياغي) اللتين تعيشان مع والدتهما (مارسيل مارينا). وتفتح قصّة الفتاتين على خطوط العمل المتشعبة، فلارا تقع في غرام كميل (طلال الجردي)، وتكتشف أنّه متزوج فتقرّر الانفصال عنه. تشك الزوجة كارلا (نغم أبو شديد) بخيانة زوجها، وتقرّر المواجهة بأسلوب يمزج بين الكوميديا والتراجيديا، بمساعدة شقيقتها (هيام أبو شديد). هنا، تطلّ هيام ونغم للمرة الأولى في عمل واحد، وتظهران كشقيقتين. أما يمنى الطالبة في كلية الطب، فتعيش قصة حب مع شادي (طارق سويد) الذي يقلب حياتها جحيماً بسبب غيرته المرضيّة، فتقطع علاقتها به ثم تساعده كصديقة على اجتياز محنته بعد تعرّضه لحادث كبير، وتبدأ قصة حب أخرى مع وسام (باسم مغنية). أما «الغالبون»، فإنّ أجواء التكتم ما زالت مستمرة على قصّة الجزء الثاني وأسماء نجومه. غير أن طلال الجردي فوجئ باتصال من الجهة المنتجة، رشّحه لشخصيّة رئيسيّة باشر بتصويرها بعد أقل من 24 ساعة.
من جهة أخرى، ينتظر طلال الجردي إفراج تلفزيون لبنان عن مسلسل «الهروب إلى النار» (كتابة جان قسيس وإخراج ألبير كيلو)، علماًَ بأنّه لم يدخل مرحلة المونتاج بعد أشهر على تنفيذه. أما الأهم بالنسبة إليه، فهو انطباع الجمهور اللبناني على فيلم «تاكسي البلد» الذي لاقى استحساناً في «مهرجان دبي السينمائي». يسترجع الجردي أيام التصوير في شباط (فبراير) 2008 مع الممثلة الأميركيّة كارينا لوغ في شخصيّة سيّدة أميركيّة هي مدربة رياضة، وتجمعها علاقة بشاب لبناني (ميشال أبو سليمان). وعندما يتخلى عنها، تلتقي بيوسف (الجردي) الشاب الخفيف الظل، فتتفق معه على تأمين تنقلاتها اليوميّة. ويشرح عن «يوسف الشاب الحالم الذي تخلت عنه حبيبته بعدما صار سائق سيارة أجرة نتعرّف من خلاله إلى نماذج مختلفة من الناس».
يعيش طلال الجردي فترة دقيقة بين تصوير «الغالبون»، وترقب حكم المشاهدين على «من كل قلبي»، وانتظار الإفراج عن «الهروب إلى النار»، وكيفيّة استقبال الجمهور لفيلمه «تاكسي البلد».

«من كل قلبي» كل أحد واثنين 20:45 على «الجديد»



zoom

«الجديد» يكسر القاعدة




عندما طرق طلال الجردي باب «الجديد»، بدت المحطة مرحّبة بعرض مسلسله، وتعاقدت معه خلال 48 ساعة، وطلبت تسلّم الحلقات فوراً للبدء بعرضها (كل أحد واثنين 20:45). ويعود اهتمامها بالعمل إلى أسباب عدّة أولها سعر الحلقات في العرض الأول فقط. بالتالي، لن يتاح للجمهور متابعة الحلقات على الموقع الإلكتروني للمحطة، وخصوصاً أنّه يقدم صورة مميّزة بسبب تصويره بـ«كاميرا ريد» التي توفّر نوعيّة صورة مختلفة، ولو أن العرض على «الجديد» لن يظهر هذه التقنيّة، في انتظار العرض التالي على قناة تبث بنظام HD. ويجمع المسلسل حشداً من الممثلين اللبنانيين منهم: مايا نصري (الصورة) التي تطلّ في أول بطولة لبنانيّة بعد أفلام ومسلسلات عدّة في القاهرة. ولا شك في أنّ اسمها سيسهم في تسويق العمل عربيّاً، ثم باسم مغنية الذي دخل طاقم التمثيل متأخّراً لأنّ الدور كان سيكون من نصيب نجم «ستار أكاديمي» ميشال قزّي لولا التزام الأخير بمسلسل «ذكرى» للمنتج مروان حداد. ولا شك في أنّ تزكية اسم باسم مغنية من مديرة برامج LBC جوسلين بلال يصبّ في مصلحة العمل؛ لأنّ بعض المشاهد الصعبة كوقع خبر وفاة والده عليه والمواجهة مع كميل (طلال الجردي)، تحتاج إلى ممثل حقيقي، ويصعب على ممثل ناشئ أداؤها. ثم هناك بريجيت ياغي صاحبة الظهور المحبب على الشاشة في بطولتها الثانية بعد «شيء من القوّة»، ومعهم طارق سويد (كاتب النص)، ونغم أبو شديد، وشربل زيادة بالاشتراك مع مارسيل مارينا، بيار جماجيان، ختام اللحام، رنده كعدي، جوزيف سعيد، غسّان عطيّة، ليلى سعد. وضيفا العمل هما هيام أبو شديد ومجدي مشموشي.
وكان اختيار الشركة لقناة «الجديد» مفيداً باعتبارها تقدّم إنتاجها الأوّل، وستتمكن الآن من تسويقه عرضاً ثانياً وثالثاً محليّاً وعربيّاً، ويمكنها التخطيط بصورة أوضح للمرحلة المقبلة. كذلك كسر «من كل قلبي» قاعدة «الجديد» في اتكاله على «القديم» في الدراما المحليّة والعربيّة والتركيّة منذ مدّة. باستثناء مسلسل «بلا ذاكرة» للكاتب شكري أنيس فاخوري والمخرج فؤاد سليمان، لم يقدم سوى العروض الثانية والثالثة، فضلاً عن دراما الزمن الجميل من أرشيف تلفزيون لبنان.