الدار البيضاء | في أروقة الدورة 18 من «المعرض الدولي للكتاب والنشر» في الدار البيضاء، يلاحظ الزائر نقصاً واضحاً في الكتب التي تعنى بالثورات والحراك الشعبي الذي شهدته وتشهده ليبيا واليمن وسوريا، مع استثناءات قليلة تُعد على الأصابع. الرواق الليبي الذي زيّنته راية «ليبيا الحرة»، بدا شبه فارغ إلا من كتب ومؤلفات تاريخية أو نسخ من الصحف التي انتشرت في زمن ما بعد القذافي. رواية يتيمة وجدناها بين الكم القليل من الإصدارات، تتحدث عن الثورة الليبية.
إنها رواية «ثوار ليبيا الصبورون» لليبي محمد الأصفر التي تؤرخ للانتفاضة التي أطاحت معمر القذافي، فضلاً عن كتاب «أشخاص حول القذافي» الذي أصدره عبد الرحمن شلقم مندوب ليبيا في الأمم المتحدة الذي انشق عن نظام القذاقي قبل سقوطه. المسؤولون عن الرواق الليبي عزوا ندرة إصدارات الثورة إلى أنّ التجربة لم تختمر بعد، وخصوصاً مع تسارع الأحداث. وهو ما يؤكده محمد الأصفر الذي يرى أنّ ليبيا ستنطلق من الصفر لأنّه لم يكن هناك أدب في عهد الكتاب الأخضر. ويقول لـ«الأخبار»: «الثورة الليبية لم يصنعها المثقفون بل الشباب. ووقعت سريعاً من دون أن يتسنى للمثقفين فهمها ومقاربتها بعمق. وبالتالي، فالمثقفون الليبيون يحتاجون إلى بعض الوقت لاستيعاب ما حدث وإعادة تجميعه».
الأمر نفسه ينطبق على الثورة اليمنية وسوريا، على رغم الحضور الكثيف للدور السورية التي جاءت إلى الدار البيضاء لعرض منشوراتها ومطبوعاتها في المعرض. بالنسبة إلى سوريا، يبدو الأمر مفهوماً كما أسرّ لـ«الأخبار» بعض الناشرين. إذ قالوا «ليس بإمكان الكتّاب والأدباء في سوريا أن ينشروا ما لا يناسب وزارة الثقافة».
مقابل هذا النقص، كانت الكتب التي تتحدث عن ثورتي مصر وتونس حاضرة بغزارة على اختلاف أجناسها، سواء السياسية منها أو الأدبية. على سبيل المثال، برز كتاب مدير التلفزيون المصري السابق عبد اللطيف المناوي الذي يحمل عنوان «الأيام الأخيرة لنظام مبارك»، إلى جانب كتاب المفكر المصري الماركسي سمير أمين «ثورة مصر»، وكتاب السيناريست بلال فضل «أليس الصبح بقريب ؟» الذي جمع فيه سلسلة مقالاته الساخرة التي كان ينتقد فيها النظام المصري قبل الثورة، وحتى بعدها حين أمسك المجلس العسكري بزمام الأمور. هذا فضلاً عن بعض المحاولات الشبابية اللافتة في الشعر والرواية والقصة القصيرة التي حاولت جميعها استحضار روح ميدان التحرير.