بعد مشاركاته المتكررة في «مهرجان البستان» 2010 و2011، وانخراطه جدياً في هذه الورشة الفنية الفريدة في الوطن العربي، بات ضرورياً توجيه تحية إلى الرجل/ الأوركسترا المتعدد المهام، جيانلوقا مرتشيانو. الفنان الإيطالي الشاب يتولى اليوم الإدارة الموسيقية للمهرجان، بالتالي ما يصلنا من نتائج فنية في الدورتيْن الحالية والسابقة يعود الفضل في جزء منه إلى هذا الرجل. وكما في الدورتيْن السابقتيْن، يشارك مرتشيانو هذه السنة في العزف على البيانو وقيادة الأوركسترا. لكن وجوده الدائم طوال المهرجان يبعث بالطمأنينة للمنظّمين. خلال الدورة الماضية، وقبل ساعات من موعد إحدى الأمسيات، أنقذ مرتشيانو المهرجان مِن موقف حَرِج، إذ تولى بجدارة قيادة الأوركسترا بعدما غاب لأمر طارئ المايسترو الذي كان يفترض أن يقوم بالمهمّة. جيانلوقا مرتشيانو يشارك إدارياً وفنياً في «مهرجان البستان». بموازاة ذلك، يتابع مسيرته في قيادة الأوركسترا بشكلٍ أساسي. يضم ريبرتوار المايسترو الإيطالي أعمالاً أوبرالية كثيرة، بالإضافة إلى الأعمال الأوركسترالية.

في مجال الأوبرا، يطاول اهتمامه الفترة الممتدة من الحقبة الكلاسيكية إلى القرن العشرين، مروراً بالقرن التاسع عشر، إذ يشكل عالم الـ«بل كانتو» الإيطالي (بوتشيني، فيردي، دونيزيتي،...) نواة علاقته بالأوبرا.
أما في الريبرتوار الأوكسترالي (سمفونيات وكونشرتوهات)، فمساهة مرتشيانو تتميّز بمروحة زمنية واسعة أيضاً، لكن حصة الأسد يتقاسمها بيتهوفن وموزار وبرامز. ويضاف إلى هاتين الفئتيْن الأعمال الدينية الكلاسيكية التاريخية، مثل رأس هرم هذه الروائع أي Requiem موزار.
هذه السنة، يحقق جيانلوقا مرتشيانو رقماً قياسياً في عدد الأمسيات التي يشارك فيها عازفاً على البيانو أو قائداً للأوركسترا. هكذا، يرافق الأرجنتينية آنا دي لا فيغا (28/2) في برنامجٍ يجمع البيانو بالفلوت، وكذلك التينور الأرجنتيني داريو شمونك (3/3) في أمسية غنائية لاتينية نقية. بعد ذلك، يحمل عصاه حتى ختام المهرجان، إذ يقود الأوركسترا في أربعة مواعيد بين 6 و25 آذار (مارس)... وهي بالمناسبة من أبرز أمسيات الدورة الحالية، ومعظم الأعمال فيها ليست من الكلاسيكيات المعروفة.