القاهرة | لم تهدأ ردود الفعل بعد على تصريحات وزير الثقافة التونسي المهدي مبروك حول «اعتماد مقاييس ذات بعد أخلاقي للفنانين الذين سيقفون على خشبة مسرح قرطاج». وبينما شنّ الوزير حملة على عدد من المغنين العرب مثل شيرين عبد الوهاب (الصورة)، وتامر حسني، وإليسا، ونانسي عجرم، ردّت «نقابة المهن الفنية» المصرية أمس بقرار يقضي بمقاطعة النجوم التونسيين في مصر. المفارقة الأبرز أنّ القرار لم يصدر عن «نقابة الموسيقيين» أو «اتحاد النقابات الفنية»، بل عن النقابة التي تضمّ العاملين في المهن الفنية المساعدة، مثل متعهدي الحفلات، ومديري القاعات... وقرارها طبعاً ليس ملزماً.
أما الجهة التي يمكنها أن تصدر قراراً مشابهاً، أي «نقابة الموسيقيين»، فكان لها موقف مختلف، إذ قال المتحدّث باسم النقابة طارق مرتضى إنّ هذه الأخيرة أرسلت كتاباً إلى وزارة الخارجية المصرية لتستعلم من سفارتها في تونس عن دقة تصريحات مبروك «لأنه لا يمكننا اتخاذ أي إجراء بناءً على تصريحات صحافية فقط». وهو ما يكشف عن غياب النية الحقيقية في مصر لإشعال أزمة فنية بين البلدَين. وقد أكد مرتضى أنّ «نقابة الموسيقيين المصريين» لا تريد أبداً الدخول في مشاكل سياسية مع دول عربية.
وتزامنت تصريحات مرتضى مع ما تردّد عن محاولة الوزير التونسي استيعاب ردود الفعل على كلامه، من خلال تأكيده أنه لم يكن يقصد أي فنان بالاسم، بل إن المغنين الذين ذكرهم لم ترد أسماؤهم على جدول المهرجان، مضيفاً في إحدى المقابلات الإذاعية أنّ كلامه «فُسّر خطأ ونُقل على نحو مضخّم ومسيء».
من جهة أخرى، من المنتظر عودة نقيب الموسيقيين المصريين إيمان البحر درويش من الولايات المتحدة في الأيام القليلة المقبلة. وفور عودته، سيحسم الجدل الدائر بشأن قضية منع شيرين عبد الوهاب من الغناء داخل مصر على خلفية تصريحاتها المسيئة إليه، فيما أكدت مصادر مقرّبة من المغنية المصرية أنّها غادرت القاهرة مع زوجها الموزع الموسيقي محمد مصطفى للحصول على إجازة قصيرة بعيداً عن الضغوط. وأضافت المصادر إنّ هناك محاولات جادة من أطراف عدة داخل الوسط الفني لإتمام المصالحة بينها وبين درويش. ويأتي ذلك بعد تصريحات إيجابية صدرت عن زوج شيرين، يؤكد فيها اعتزازه بالمكانة الفنية للنقيب وجده الموسيقار الراحل سيد درويش، وأنّ قرار إيقاف شيرين عن الغناء يؤثّر سلباً في عائلات العشرات من العاملين في فرقة النجمة الشهيرة.