بعد طول انتظار، بدأت قناة «آسيا» المرحلة الأولى من بثّها التجريبي قبل يومين. استطاعت المحطّة أن تفي بوعدها، ولم تضطر إلى التأجيل مجدداً، وهو الأمر الذي تخوّف منه أحد العاملين فيها «بسبب عدم الجهوزيّة تقنيّاً وبرامجيّاً». غير أن هذا «التخوّف» لم يولد من عبث لأن الفضائية الإخبارية الجديدة تكتفي الآن بإعادة برامج أنتجتها وعرضتها العام الماضي. يومها، لم تلبث أن أوقفت بثّها لتعود أخيراً بصيغة المحطة الإخباريّة المستعدّة لمنافسة «الجزيرة»، و«العربيّة». أما الموعد المبدئي لانطلاق المحطّة بالأخبار والبرامج الجديدة فهو الإثنين المقبل.
وقبل أيام من ساعة الصفر، تسود أجواء غير مشجّعة في أروقة المحطّة بسبب ما يصفه بعضهم بالأداء غير المهني من القيّمين. وإذا كان الإعلام المرئي يلجأ إلى الصرف التعسفي لعصر النفقات، لا تجد «آسيا» ضرورة للسير في هذا الخط. تعتمد الإدارة سياسة مختلفة تقتضي بعدم الدفع لبعض التقنيين والإعلاميين لفترة، قبل صرفهم بحجّة أنهم «متدرّبون، ولم يعجبنا أداؤهم». ومن بين هؤلاء رامي حدّاد الذي اتفق معه على تقديم برنامج وتم الاستغناء عنه سريعاً، وقبله محمد وهبي، ومروان السباعي وسواهم.
هكذا، من راهن على إيجاد مستقبل أفضل له في «آسيا»، يراجع حساباته اليوم، لأن كثراً فوجئوا بالاستغناء عن خدماتهم «بالتقسيط» بحجّة أن «أداءهم كان مخيِّباً للآمال». ولا شيء يمنع أن يتعرض آخرون لمصير مشابه غداً، إذا لم يتنبهوا لما يكفل حقوقهم في العقد. إذاً يبدو مستقبل العاملين في المحطة مجهولاً خصوصاً بالنسبة إلى هؤلاء الذين تركوا عملهم السابق والتحقوا بالقناة الوليدة، في ظل رواتب مغرية تتراوح بين 2500 وخمسة آلاف دولار.
وفي وقت تبدو فيه الأوضاع المقلقة في المحطّة، تتّبع الإدارة أحياناً أسلوباً يدفع الموظّفين أنفسهم إلى تقديم استقالاتهم. وهو ما كرّره أكثر من مصدر داخل المحطة. هؤلاء فوجئوا بأن حلم تأسيس محطة داعمة للمقاومة اسمها «آسيا»، لا يعدو كونه مشروعاً تجاريّاً. وما زاد الطين بلّة هو التشتّت الملموس في اتخاذ قرارات إدارية مهمة. مثلاً مدير البرامج العراقي بكر ناطق غادر المحطة منذ أكثر من شهر، عائداً إلى موقعه في قناة «السومريّة». وقد رفض التعليق على أسباب استقالته، مكتفياً بالقول: «لم أفهم آلية عملهم، وأتمنى لهم التوفيق». ولا يخرج رئيس قسم المذيعين أمين أبو يحيى عن صمته عند سؤاله عن أسباب استقالته قبل أسبوعين، معرباً عن تمنّيه التوفيق للمؤسّسة التي عمل فيها منذ بدء التحضير للمشروع عام 2009.