ستيفن سبيلبرغ، طفل هوليوود المدلل، مشغول جداً هذه الفترة. كان حاضراً في الأوسكار من خلال عملين، الأوّل «مغامرات تان تان»، والثاني «حصان الحرب» (2011) الذي يعرض حالياً في الصالات اللبنانيّة. العمل الأخير اقتباس سينمائي أيضاً لرواية الأطفال الشهيرة التي كتبها البريطاني مايكل موربورغو عام 1982. سبيلبرغ المتحمّس على ما يبدو لزيادة غزارته الإخراجيّة، نجح في ضمان قاسم مشترك لفيلميه الأخيرين، هو الإصرار على تقديم سينما مستعجلة لا تقدّم شيئاً جديداً يخدم السياق الاجتماعي الراهن، وهو ما ينطبق عموماً على مجمل ريبرتواره السينمائي.
تدور أحداث «حصان الحرب» الذي رشّح أخيراً لجوائز أوسكار عدة في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى، في مقاطعة ديفون جنوب إنكلترا. يشتري المزارع تيد ناراكوت (بيتر مولان) حصاناً صغيراً من نوع ثوروبريد، رغم معارضة زوجته روز (إيميلي واتسون). يقع الابن آلبرت (جيرمي إيرفين) في حبّ الحصان، ويطلق عليه اسم جوي، ويمضي الوقت في تربيته.
مع اندلاع الحرب، وفشل الحصاد الزراعي، يضطر الأب إلى عرض جوي للبيع، فيشتريه أحد الجنود، رغم معارضة آلبرت الشديدة. يحاول الفتى حينها الالتحاق بالجيش لمرافقة حصانه، فيعده الكابتن نيكولز (توم هيدلستون) بأنّه سيتولّى الاعتناء بجوي جيداً. يُرسَل الحصان مع الكابتن إلى الجبهة في فرنسا، ويشارك في المعارك إلى أن يقع أسيراً في ألمانيا، وتتوالى الأحداث، ليعيش الجمهور في هاجس ما إذا كان جوي وآلبرت سيلتقيان من جديد أو لا.
من خلال الإفادة من خبرته في إخراج أفلام تتناول الحرب كتيمة، يقدّم سبيلبرغ مشاهد حربية جيدة بتصوير سينمائي جذّاب. لكنّ هذا الإبهار لا ينقذ الاقتباس السينمائي الميلودرامي من الوقوع في شباك العواطف الزائدة، ولا يساعد طول مدة الفيلم (146 د.) في تثبيت تركيز المشاهد.
ما يحاول سبيلبرغ إنجازه هنا، هو فيلم عائلي ذو رسالة إنسانية شاملة عن مساوئ الحرب وأهوالها من دون الغوص جدياً في التشعّبات. لا يختلف اثنان على أن ستيفن سبيلبرغ سينمائي متمّكن تقنياً، لكن رهانه على الترفيه السطحي في زمن الأزمات الاقتصادية والثورات أمر غير مقنع. و«حصان الحرب» مثال آخر على السينما البراقة... من الخارج فقط.



War Horse: «بلانيت أبراج» (01/292192)