تؤدي الأمسية المرتقبة يوم الجمعة المقبل دور حجر القنطرة في برنامج «مهرجان البستان»، لناحية موقعها الزمني في وسطه وأهميّتها. تسبق هذا الموعد أمسيتان. الأولى، ريسيتال للبيانو مع ليندا بستاني (مساء اليوم)، والثانية، محطة جاز مع عازف الكمان آرا ماليكيان ورباعيFernando Egozcue (مساء غد). من الأسبوع الغنيّ في «البستان»، نتوقّف عند الأمسية الأبرز فيه، بعد غد الجمعة، وهي بعنوان Misa Creola ،Misa Tango.
إذا كان البرازيلي هايتور فيلا ــ لوبوس الرمز الأميركي اللاتيني الأشهر في مجال التأليف، فالقدّاس الشعبي والبسيط (Misa Creola) الذي أنجزه الأرجنتيني أرييل راميريز (1921 ـــ 2010) عام 1963 هو العمل الأكثر انتشاراً في تاريخ ما أنتجت قارته، وصدور تسجيل هذا القدّاس بقيادته (1964) أمّن له شهرة قلّ نظيرها، إذ بيعت الأسطوانة بملايين النسخ في أميركا اللاتينية وخارجها، وبقيت المرجع الوحيد لسماع هذا العمل، إلى أن ظهر تسجيل ثانٍ حمل توقيع التينور خوسيه كاريراس عام 1989. إلّا أنّ الدفع القوي الذي أعطته العملاقة الراحلة مرسيدس سوسا للـ«ميسا كريولا» عام 2000، تخطّى كاريراس، وربما التسجيل الأصلي.
يتميّز هذا القداس بشعبية تخرجه من إطار القداديس التقليدية. فالنصوص بالإسبانية على الرغم من أنه قداس لاتيني كلاسيكي التقسيم، والألحان تقوم على أنغام فولكلورية، والآلات المستخدمة (فولكلورية، إيقاعية ووترية). كل ذلك يبث فيه الحياة والحركة والفرح، كما الخشوع والابتهال، ويعكس علاقة الصداقة التي تقيمها شعوب تلك القارة مع الخالق. أمّا الـ Misa Tango للمؤلف الأرجنتيني المخضرم لويس باكالوف (1933، الصورة)، فيتمتّع بمواصفات قداس راميريز ذاتها. فهو بالإسبانية، شعبي وغير تقليدي، لكنه يختلف عنه لناحية اعتماد إيقاع التانغو، والنفَس الحديث في التأليف، واستخدام آلة البندونيون الأرجنتينية إلى جانب الأوركسترا والكورال.
تجتمع جوقة الجامعة الأنطونية، والأوركسترا الوطنية، إضافةً إلى مغنين وعازفين من البيرو والأرجنتين والمكسيك بقيادة الإيطالي جيانلوقا مرتشيانو في هذا الأمسية. ومساء السبت، يحضر لويس باكالوف مع مجموعة من الموسيقيّين لتقديم عمليْن من فئة الكونشرتو من تأليفه، إضافة إلى كونشرتو للتشلو من عند جوزف هايدن.

www.albustanfestival.com