في كتابه «السرد النسوي، الثقافة الأبوية، الهوية الأنثوية، والجسد» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) يرصد الكاتب العراقي عبد الله إبراهيم واقع النساء العربيات عبر الروايات والسير الذاتية. إلهام منصور، بتول الخضيري، علوية صبح، عالية ممدوح، عفاف البطاينة، هيفاء بيطار، باهية الطرابلسي، نوال السعداوي، آمال مختار، أحلام مستغانمي، هؤلاء الروائيات وغيرهن لامسن المسكوت عنه في آداب الجسد الأنثوي أو «الجسد المؤسس» على حدّ تعبير عالم النفس اللبناني مصطفى حجازي.
ورغم أن مناهج التعبير في السرد النسوي لم تقتصر على الإحاطة الأدبية بمراقبة أجساد النساء العربيات قبل مرحلة النضوج وبعدها، عملت هذه النماذج المدروسة من قبل عبد الله إبراهيم على إثارة معطيين أساسيين: الدين والبطركية. صورة الأنثى في المتخيّل الأبوي أخطر من المتخيّل الديني. الثقافة العربية لا تتحمّل تحرير المرأة لجسدها، فالانتقال من الأنثى الموؤودة في الجاهلية إلى الأنثى المملوكة من قبل المنظومتين الأبوية والدينية، يبرهن على أن هذه الثقافة غير قادرة على تحمّل الوجود الأنثوي، ولذا تنظر إلى التأنيث باعتباره «قصياً ووهمياً لكي تظل الأنوثة مجازاً ومادة للخيال»، على حدّ تعبير خالدة سعيد. وكلما انجذب المتخيّل الثقافي إلى الأنثوي عبر مسالك سلبية/ استلابية، جرى تقزيم دور المرأة العربية في إطار الزواج وإمتاع الذكر والخضوع لآليات الضغط التي يفرضها المتخيّل الذكوري تجاه المؤنث.