دمشق | منذ سنتين وفكرة مسلسل يقارب فساد القضاء تدور في ذهن باسم ياخور. عندما نضجت الفكرة، اقترحها على الروائي والسيناريست السوري خالد خليفة. كتب هذا الأخير نص «المفتاح» الذي كان يُفترض أن يؤدي بطولته ياخور مع باسل خياط، لكن الأخير اعتذر وسافر إلى الخليج، فأُسند الدور إلى الممثل الشاب أحمد الأحمد. وقد انتهى المخرج هشام شربتجي أخيراً من تصوير مشاهد العمل، ويعكف حالياً على إنجاز العمليات الفنية في مقر «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني» المنتجة للمشروع.
وقد صرّحت مصادر لـ «الأخبار» بأنّ مدير المؤسسة المخرج فراس دهني يجري مباحثات مع مجموعة محطات عربية لتسويق المسلسل في رمضان. علماً أنّه تحدث عن نية تسويق سلسلة «أنت هنا» لشادي دويعر وعلي ديوب لمحطة مهمّة. وبذلك، وضع حداً للتكهنات التي رجّحت مقاطعة الفضائيات العربية للمؤسسة الحكومية المعنية بإنتاج الدراما السورية.
وربما سيكون عدد النجوم الذين يجسدون أدوار «المفتاح» فرصة إضافية لتسهيل تسويقه. يؤدي بطولة المسلسل كلّ من: باسم ياخور، أحمد الأحمد، سلمى المصري، شكران مرتجي، قمر خلف، محمد حداقي، أمل عرفة، عبد المنعم عمايري، ديمة الجندي، ديمة قندلفت، فايز قزق، محمد خير الجراح، جرجس جبارة، عبد الحكيم قطيفان، سليم كلاس، ربى المأمون... .
رمضان المقبل سيكون إذاً موعداً لعرض المسلسل الذي يطرح مجموعة أسئلة عن كيفية نشوء الفساد في المجتمع، ويحلل تراتبية هذا الفساد، الذي ينتج قوانينه الخاصة عبر تلاعبه بالثغر القانونية، ويحلّل طريقة تفكير المستفيدين التي تعتبر مصالحها هدفها وغايتها الأساسية.
كل ذلك من خلال قصة مسعود (باسم ياخور) طالب كلية الحقوق، الذي يترك الدراسة بسبب وضعه المعيشي المزري ويعمل في مكتب تعقيب معاملات. ومن هناك ينطلق لبناء مجد وهمي وإمبراطورية تعتمد على الكذب والتلاعب بالقوانين والاحتيال بطريقة لا توقعه تحت طائلة المساءلة المباشرة، طبعاً يبني مسعود مجده وثروته بشراكة فراس زميله القديم (أحمد الأحمد) وهو محامٍ أنهى تدرّبه في مكتب محاماة، لكنّ صديقه مسعود أقنعه بعدم جدوى العمل في المحاماة، واستحالة تطبيق القوانين التي تعلّمها في الكتب ضمن قاعات المحاكم. لذا، يعمل معه في السمسرة والالتفاف على القوانين، وبالاعتماد على فجوات أنظمة القطاع العام والخاص، غير آبهين بحجم الكوارث التي يرتكبانها. وبحسب كاتب العمل، سنشاهد كيف يتحايل الشريكان على القوانين ويتحالفان مع مجموعة مافيات تتحكم في الاقتصاد في الظلّ.
إضافة إلى ذلك، نتابع في الأحداث جزءاً مهمّاً من حياة مسعود الشخصية المتوترة والقلقة، كانعكاس للظرف الذي يعيشه. منذ بداية الأحداث، تهجره زوجته بسبب وضعه المعيشي السيّئ، ثم يمر بمجموعة من العلاقات العابرة، ويتعرّف إلى موظفة كبيرة وابنة مسؤول سابق. وبالتوازي مع سير الأحداث والحوار الذي يدور بين الشخصيات، يضيء المسلسل على مفهوم الأمانة، والشرف، والزواج، والحب ومفهوم القانون وتطبيقه.
القصة تتصاعد لتبلغ ذروتها حين يصل الشريكان الفاسدان إلى نهاية محتومة مع ثروة ومجد افتراضي يشبه السراب. وتبقى السعادة الحقيقية هي العملة المفقودة بالنسبة إليهما، كما يفقدان أي تواصل إنساني يشعرهما بالمحبة، بعدما بنيت كل علاقاتهما على المصلحة.
بعدما حاول الكثير من الفنانين السوريين أن يهمسوا في آذان المسؤولين بأنّ محاربة الفساد تبدأ من قصر العدل وعلى أبوابه، ها هم يقدّمون الرسالة بطريقتهم المثلى، عبر مسلسل درامي يقتحم أسوار الفساد في أكثر المؤسسات أهميةً. ويكشف العمل فجوات القانون السوري ويعرّي طريقة عمل القطاعين العام والخاص، وأسلوب تطبيقهما للقوانين. كل ذلك من خلال شخصيات اعتاد السوريون وألفوا وجودها بينهم، فأطلقوا عليهم تسمية «سماسرة القانون» ممن صار وجودهم ضرورة لتسهيل المعاملات وإنجازها في أسرع وقت.