عملها «حقيبة حمراء في غرفة المفقودات» الفائز أخيراً بـ«جائزة إيتل عدنان للكاتبات المسرحيات العربيّات لعام 2012» في دورتها الثانية، أخرجته تزامناً مع «الربيع العربي» ليصوّر النساء وهن يحاولن إعادة التوازن إلى العالم. يخرجن في نهاية العرض ليرمين بأنفسهن بين الثوار في الأردن، والسعودية، وفلسطين، وسوريا، والعراق وليبيا، ويتحدن معاً من أجل الحياة.
الكاتبة الأردنية لانا الناصر (1977) قدمت مونودراما تجري أحداثها ضمن غرفة الحقائب المفقودة والترجمة والاستجواب. بدأت الناصر كتابة العمل الذي طرح قضايا دينية وسياسية واجتماعية تخص المرأة في عام 2008، عندما كانت تعمل مترجمة في سان فرانسيسكو: «كنت أترجم أخباراً من العربية إلى الإنكليزية، علق بعضها في بالي، فبدأت أكتشف نفسي من خلالها حتى عام 2010 حين أضعت حقيبتي فبدأت أكتب مونولوجاً عن الحقيبة الضائعة». المسرحية التي عرضت للمرة الأولى في «مسرح البلد» في الأردن عام 2011 في مناسبة يوم المرأة العالمي، جالت بعدها على أميركا، وهولندا، ولوكسمبورغ قبل فوزها أخيراً بجائزة إيتل عدنان. ردود الفعل الإيجابية في الأردن جاءت من النساء على وجه الخصوص. عرضت المسرحية مرةً ثانية في الأردن ضمن «ملتقى النساء العالمي». تخبرنا الناصر بأنّ قائمين على مسارح أخرى لم يعجبهم العمل: «طلبوا مني قراءته رغم تحذيري لهم من أنّه يحوي الكثير من المحرمات. وبعدها، رفضوا الرد على اتصالاتي». وعن النجاح الذي حققته في أوروبا تجيب: «نجح العمل هناك لأنّه فتح لهم باباً كي يروا العالم من منظور امرأة عربية ومسلمة، وتطرق كذلك إلى هوية الإنسان العالمي». قبل الفوز بالجائزة، كتبت لانا أعمالاً عدة أخرى. خلال وجودها في أميركا، قدمت المخرجة والكاتبة عملاً مسرحياً بعنوان «امرأة عربية تتحدث» (2008). مثّل العمل نواة مسرحية «حقيبة حمراء». كما أخرجت مسرحية «8 بنات» عام 2011 التي جاءت خليطاً بين فن الأوبرا والرقص والكلام، وعرضت تجارب أنثوية مختلفة في المجتمع «لم تكن أي شخصية في العمل تتواصل مع الأخرى. كانت كل واحدة نوعاً من الصدى للحكاية التي تليها. مثلاً امرأة مهجورة تبني حولها سوراً طوال المسرحية. وفي نهاية الأمر، تحجب نفسها خلفه». من خلال هذا العمل، دعت لانا لما تسمّيه حبّ الذات أو «الزواج النفسي». أدخلت بعض الأشعار الصوفية من نصوص لابن عربي والحلاج، وختمت العرض ببيته المشهور «أنا من أهوى ومن أهوى أنا».
اليوم، تنخرط لانا الناصر في ورش في المخيمات الفلسطينية في الأردن. تهدف هذه اللقاءات إلى التوعية على قضايا المرأة وحقوق الإنسان من طريق المسرح والحكواتي والأقنعة «سيخرج لنا عمل مسرحي قريباً مع أطفال المخيمات، وهو يهدف إلى إعادة التوازن بين العنصر الأنثوي والذكري في الإنسان والمجتمع». تخصُّصها في «دراسات النفس والوعي الإنساني» لم ينسها المسرح والسينما. تنكب حالياً على تدريس التمثيل في «الهيئة الملكية للأفلام» في الأردن. عملها المسرحي القادم سمّته la marionette
يجمع بين الرقص والحكواتي، مضيفة إليه أشعار الحلاج وجبران خليل جبران ضمن موسيقى عصرية.
تعتبر لانا أنّ المشهد المسرحي الأردني مصاب بالركود على عكس باقي الدول العربية، لكنّها متفائلة بالفن وبقدرته على التغيير رغم شبح الإسلاميين الآتي إلى السلطة في مختلف الدول العربية. تقول: «خوفي مثل خوف الكثير من الفنانين، وخصوصاً أنّهم بدأوا يتحدّثون في المحرّمات كالدين والجنس والسياسة. وقد نكون أكثر الأشخاص المطلوبين للقصاص». تتمسّك لانا باليوتوبيا العابرة فوق الفكر العشائري والطائفي الذي يجتاح عالمنا، حاملة حقيبتها الحمراء وواعدةً بأنّ عملها الجديد سيكون ذا سقف أعلى في مقاربة الأحداث السياسية.