إنّه الأسبوع الأخير في «مهرجان البستان» الشتوي. بعد أكثر من شهر على انطلاقة التظاهرة الأبرز في ميدان الموسيقى الكلاسيكية في لبنان، سيودّع الجمهور سهرات بيت مري مساء الأحد المقبل، مع حفلة الختام الكبير. مساء الاثنين الماضي، قدّم الروسي ألكسندر غيندين أمسية بيانو منفرد. تلاه الثلاثاء ثنائي الغيتار «الأخوان أسد». أمس قاد الفنزويلي الشاب إيليتش ريفاس (1993) الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية. هذا المساء ومساء غدٍ، أحضروا كؤوسكم واشربوا الخمر وارقصوا على أنغام السالسا الكوبية مع فرقة Maraca. مساء السبت، بإمكان محبي الأوبرا الاستماع إلى السوبرانو فيرجينيا تولا، برفقة عازف البيانو خوليو ألكس مونوز. الأحد ختام «البستان» إذاً، وتحييه الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية بقيادة جيانلوقا مرتشيانو، وبمشاركة عازف البيانو المكسيكي من أصلٍ لبناني ماوريزيو نادر (الصورة). على البرنامج أعمال للبيانو والأوركسترا وأخرى للأوركسترا من القرن العشرين.
منها «وارسو كونشرتو» للإنكليزي ريشارد أدينسل. يليه أهم جسر فني بين موسيقى السود المستعبَدين وموسيقى البيض المستعبِدين، «رابسودي إن بلو» للأميركي جورج غرشوين. وبعد تحية لوليد غلمية عبر أداء سمفونيته السادسة، يُختتم البرنامج بالعمل ذي النَّفَس اللاتيني، Mambo، المقتطف من West Side Story لليونارد
برنشتاين.
في الختام، يمكن القول إنّ هذه الدورة هي من أهم الأحداث الموسيقية التي شهدها لبنان والوطن العربي في العقود الأخيرة، كما تشكل محطة استثنائية في تاريخ «البستان».
بعض اللحظات كانت تاريخية في هذه الدورة، منها أوراتوريو أستور بياتزولا El Pueblo Juven. نتذكّر جملة وردت في هذه الرائعة المنسية لبياتزولا، وتقول: «حيث لا يتوافر الخبز والشمس والاحتفالات للجميع، يعني أن ثمة سرقات حصلت ومرَّت من دون عقاب». مرّت هذه العبارات على مسمع معظم الحاضرين في «البستان» من دون تأثير ربّما. لكنّنا نضعها من دون تعليق برَسْم الدولة ومنظمي «البستان» ومن يعتبرون أنّ الموسيقى الكلاسيكية حكر على طبقة محددة من
الجمهور ...



«مهرجان البستان»: حتى 25 آذار (مارس) ـــ «فندق البستان» (بيت مري) ـــ www.albustanfestival.com