عكّا |عند «ساحة لا ريبوبليك» في باريس، لم تجد مجموعة من السائحين لافتة الساحة كما ورد في خارطة العاصمة الفرنسية. كان على اللافتة التي تشير إلى اسم «ساحة لا ريبوبليك»، واحدة أخرى باسم الأسيرة الفلسطينية هناء شلبي التي تدخل يومها الثامن والثلاثين من الإضراب عن الطعام. هذه اللافتة وضعها الفنان الفلسطيني خالد جرار كمبادرة رمزية تُرجمت في أداء فنّي احتجاجي أقيم يوم 20 آذار (مارس) الماضي، ويمثّل امتداداً لسلسلة من الاحتجاجات والمطالبات بالإفراج عن الأسيرة في فلسطين والعالم. وقد انتشر الشريط على يوتيوب في اليومين الأخيرين.

كان صاحب مشروع «اعمل وعش في فلسطين» الفني في زيارة لباريس ضمن جولة على بعض المدن الأوروبية لوضع «ختم دولة فلسطين» على جوازات سفر كلّ مَن يرغب في ذلك. وقبل يومين من موعد مغادرته، تواصل مع الفنان الفلسطيني أحمد داري المقيم في باريس، فخرجت فكرة وضع لافتة «ساحة هناء شلبي» في إحدى ساحات باريس. وبعد اتصالات أقامها داري مع الأمن الفرنسي، تمت الموافقة على إجراء هذا الأداء عند «ساحة الجمهورية». لكن بسبب حالة الطوارئ التي شهدتها فرنسا في الأيام الماضية، اضطر القائمون على هذه المبادرة إلى التقليل من الضجة الإعلامية والاكتفاء بوجود خمسين شخصاً وبالتوثيق المرئي والمسموع الذي عمل عليه أحمد داري بهدف نشر الحملة على أكبر عدد ممكن من خلال موقع يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي المتعددة. وقد بُثّ الأداء على هذه المواقع مرفقاً بنشيد «موطني».
وكانت المجموعة قد وصلت يوم الثلاثاء الماضي إلى «ساحة لا ريبوبليك». وكان جرار يحمل بيده سُلّماً صغير الحجم نسبياً. قفز من فوق الجدار الملتف حول اللافتة ووضع السلم ثم صعد وألصق على اللافتة الأصلية ورقة كُتب عليها «ساحة هناء شلبي» باللغة الفرنسية، وقد صُمِّمت وفقاً لشكل لافتة الساحات الفرنسية وباللون نفسه. وحين انتهى جرار من لصق الاسم الجديد للساحة، توجه شرطي إليه وإلى أحمد داري وسألهما عمّا يحصل، فأجاباه بأنه جرى تغيير اسم الساحة. وسألهما في ما بعد: «ولكن، من هي هناء شلبي؟» فأجابه داري: «هي جان دارك فلسطين».
ورغم أنّ هذا الأداء الفنّي مخالف للقانون الفرنسي، ورغم الإلحاح المستمر للشرطي الذي حضر في المكان لإزالة اللافتة، ما زالت «ساحة هناء شلبي» موجودة في أحد شوارع باريس، ويراها حتى الآن كلّ المارين إلى جانبها. وحتى في حال أُزيلت اللافتة، فسيبقى التوثيق المصوّر خير شاهد على هذه المبادرة. وربما كانت المبادرة لتتخذ زخماً وتأثيراً أقوى لو وُجد شخص بالقرب من اللافتة ليجيب عن أسئلة الفضوليين أو كلّ من يرغب في معرفة من هي هناء شلبي، أو حتى كان بالإمكان توزيع ورقة مطبوعة تحتوي على سيرتها وقصة مقاومتها البطولية المستمرة ضد الاحتلال، رفضاً لاعتقالها الإداري هي و23 أسيراً آخرين.