أمس، دخلت معركة «بيروت بالليل» مرحلةً جديدة. في سابقة هي الأولى من نوعها، رفعت مخرجة الشريط دانيال عربيد ومنتجته سابين صيداوي، دعوى قضائية أمام مجلس شورى الدولة ضدّ الدولة اللبنانية، ممثلة بمجلس الوزراء بسبب منع عرض الفيلم في الصالات اللبنانيّة. وعقب تسليم أوراق الدعوى أمس، توجّهت المدّعيتان إلى فضاء «أشكال ألوان» (سوق الأحد/ بيروت) للإعلان عن الخطوة ضمن مؤتمر صحافي، شارك فيه المحامي نزار صاغية، والممثلة حنان الحاج علي باسم مجموعة «مرصد الرقابة».
صاغية وصف الحالة المطروحة بالمعركة النموذجيّة في وجه آلية الرقابة. «قرارنا برفع الدعوى ضد الدولة، الممثلة بمجلس الوزراء، يأتي من حرصنا على تحمّل مجلس الوزراء مسؤوليته من دون أن يلقيها على عاتق مديرية تابعة لإحدى وزاراته، أي الأمن العام. فلتجب الدولة عن أسئلتنا: على أي أساس تعطى أذونات التصوير من خارج القانون اللبناني؟» من جهتها، أكّدت عربيد أنّه من غير المنطقي الطلب إلى المخرج الالتزام بكلّ كلمة كتبها في السيناريو، كأنّه يؤدي فرضاً مدرسياً. ورفعت نسخة «دي. في. دي.» من شريطها، ولفتت إلى أنّها صارت متاحة اليوم لمن يريد مشاهدة العمل، فمن «العبثي أن نعتقد ونحن في القرن الـ 21 أنّ باستطاعتنا منع عرض أي فيلم».
«بيروت بالليل» الذي كان من المقرر عرضه في الصالات اللبنانية في كانون الثاني (يناير) الماضي، منعه الأمن العام بعد رفض المخرجة حذف مشاهد تتعلّق بمقتل رفيق الحريري. ولفتت سابين صيداوي في المؤتمر أمس إلى أنّ الرقيب برر المنع بأنّ «فيلماً مماثلاً قد يسبب حرباً أهلية، أو حتى حرباً عالمية ثالثة»، ونصحها قائلاً: «ليش ما بتعملوا أفلام متل نادين (لبكي)؟»