تسع سنوات قضاها مايك ماسي (1982) قبل أن يطلق ألبومه الجديد «يا زمان» (فلك للإنتاج) الذي جاء ليروي مراحل نفسية مرّ بها مايك ـــ كاتب وملحن أغنيات الألبوم ــ في أمكنة وأزمنة مختلفة. يشي عنوان الألبوم الذي ضم 12 أغنية بنوستالجيا دفينة إلى الماضي. يقول الفنان اللبناني الشاب لـ «الأخبار»: «أعود بالإحساس الى مكان نسيناه بأيامه الحلوة والمرّة». رغم اختلاف «يا زمان» عن الإنتاجات الغنائية السائدة، يعترض ماسي على تصنيفه فناناً للنخبة.
وينتقد تقسيم الفن بين تجاري وجيد. ويتابع: «مع الوقت، يصبح سماع الجيد والجديد مطلباً ضرورياً للشعب وسط الكسل السائد عند صنّاع الأغنيات». ويؤكّد أنّ عمله «يا زمان» سجّل مبيعات كبيرة في سوق الكاسيت، «وخصوصاً أنّه حقق المرتبة الأولى لأربعة أسابيع متتالية في «فيرجين ميغاستور». وما زال حتى اليوم ضمن الألبومات العشرة الأولى. وهذا دليل على أنّه طاول شريحة كبيرة من الجمهور، ومثّل ظاهرة غريبة أو جديدة في ما خص هذا النوع من الموسيقى»، فالألبوم يجمع بين الموسيقى الشرقية وتلك الغربية، بين النغمة الأندلسية ونغمة الجاز. ويستطرد كأنه يفكر بصوت عال: «ربما لأنّني كنت صادقاً في ما قدمت... لم أضع نفسي في قالب محدد. أغنّي لكل الناس وهم أحرار في سماع عملي أو رفضه».
يوزّع ماسي نشاطه بين التأليف والتوزيع الموسيقي وعزف البيانو والغناء والتمثيل والإخراج. لا يرى في هذا التشتّت أيّ مشكلة. يقول: «كل ما في الأمر أنّي أحبّ المسرح والتمثيل والسينما. لذا درست التمثيل والإخراج، وتعلمت في المعهد العالي للموسيقى أصول الغناء والعزف على البيانو. بذلت جهداً كبيراً. عندما كان أترابي يلعبون كرة القدم في الحيّ، كنت ألزم البيت لأتمرن على البيانو. هكذا ساعدني المسرح على أن أرسم مشهدية لألحاني، وساعدتني الموسيقى في التمثيل، الذي صار يتبع معي إيقاعاً متناغماً».
بعيداً عن النوستالجيا التي تطغى على الألبوم، تأتي أغنية «خلصنا بقى» لتطرح قصة أخرى. وقع اختيار ماسي على هذه الأغنية لتصويرها كفيديو كليب. وقد جسّدت بطولته عارضة بلاستيكية (موديل) في دلالة على أنها «مجرّدة من الأحاسيس»، ما دفع ماسي الى استخدام مكبّر الصوت في أذنها كما نرى في أحد مشاهد الكليب الذي يقول فيه: «خلصنا بقى مشاعر وتعبنا من الحب والهوى والانهيارات العاطفية، خلصنا كلام فاضي ما منو نوى». يأخذ ماسي على معظم الأغنيات العربية أنّها «تبث لواعج قلوب فنانين تعرضوا كلهم للخيانة وهجر الحبيب». لذا يشدّد على احترامه لأي مغن يجرؤ على التطرق إلى موضوع آخر غير الحب والفراق في أعماله كتانيا صالح، وريما خشيش وجاهدة وهبي، التي تولّى مهمة التوزيع الموسيقي لأغنيتها «أنجبني». سُجّل ألبوم «يا زمان» في بلجيكا، حيث «يعمل الموسيقيون بأقصى ما عندهم. وهذه مهنتهم التي يجيدونها» بحسب ماسي، الذي ضمّن ألبومه أغنية زكي ناصيف «يا عاشقة الورد» بصوته، بعدما أعاد توزيعها موسيقياً واستحصل على موافقة الراحل. ويستعدّ ماسي قريباً لتصوير أغنيته «لو فيي» بناءً على طلب معجبيه على فايسبوك. علماً أنّها من كلمات ماسي وايفون الهاشم وألحانه وتوزيعه، والإخراج لتانيا نصر. ويقول إنّ الجمهور سيشهد تجربة جديدة من نوعها في كليب تطغى عليه الرسوم المتحركة أكثر من عين الكاميرا، التي سجّلت مشاهد تفاعلية له كممثل مع كلمات الأغنية. وللمرة الثانية، يستبعد ماسي عارضة الأزياء من كليباته، فهو لا يرى حاجة الى حضورها: «وهل سأنفخ الهواء في شعرها وأنا أقول «لو فيي طير»؟»!