مَنْ يملك المال يملك السطوة. لكن، ماذا لو كان مالك المال سليل عائلة ملكية؟ عندها، يمكننا أن نراه يؤدي دور الواعظ والمفكّر والساخر، حتى ولو كان في السابعة أو الثامنة من عمره. تلك هي حال صديقنا «مشعل السعودي» أو «ميشو» الذي بات اليوم أشهر من نار على علم بعدما صار حديث الناس على يوتيوب وفايسبوك. ومن لا يعرف هذا الأمير السعودي الصغير، ما عليه سوى الذهاب إلى يوتيوب كي يشاهده في عشرات الفيديوات التي يتابعها مئات الآلاف من المعجبين هذه الأيام. صفحته على فايسبوك أيضاً تغصّ بالأصدقاء. هو متواضع، إلى حدّ أنه يخصص وقتاً للدخول مع المعجبين في محادثات كتابية أو صوتية. سنرى رجلاً يتردّد في ضغط Like على status كتبه الطفل الجميل، «لأني أخاف أن تعلم بك إحدى بناتي». سنرى أيضاً فتاة تعبّر له عن إعجابها بتسريحة شعره، متمنية أن يقبل دعوتها للقائه في دبي ليستمتعا معاً في السباحة مع الدلافين. لكن ميشو لا يحب دبي كثيراً، بل يدعوها إلى أبو ظبي.
ميشو «المهضوم» كريم أيضاً. في أحد الفيديوات، يخبرنا أنه تبرع لجمعية الأطفال المعوقين في السعودية. وهو يحثّ المواطنين على التبرع. إلى جانب هذا، هو مفكّر عظيم. يجادل رفاقه «الكفّار» في المدرسة في وجود الله أو عدمه، ولا يتردّد في السخرية من صلاة المسيحيين. ميشو أديب وصاحب مشروع ثقافي أيضاً. ينتقد المستوى الأدبي للقصص التي تُدرّس في الصفوف الابتدائية في المدارس السعودية. ميشو وطني. إذا دخل مطعماً، فإنه لا يطلب إلا طعاماً سعودياً، لأنّ المأكولات اللبنانية والإيطالية وغيرها ليست من ثقافته. ميشو يستمتع بأشعة الشمس على شاطئ جدة. يتمدد على السرير بعد الجاكوزي، تاركاً للأيدي البنغلادشية الناعمة أن تدلّك جسده النحيف. وحين يشعر بالملل، يقرر أن يخرج بسيارته الـlamborghini بصحبة والده. ميشو ضليع أيضاً في عالم الحيوان. يخبرنا في فيديو يُبثّ من إحدى الغابات، أن السحلية ثعلب، وأنها قادرة على ابتلاع ثلاثة تريليونات ذبابة دفعة واحدة. ميشو يجيد كل هذه الأشياء وأكثر.
لكن الأهمّ أن أميرنا الصغير عارف بوضع المرأة في المملكة. من خلال فيديو آخر، ينتقد اللواتي يسعين إلى قيادة السيارة. يقول بلغته الإنكليزية الممتازة: «النساء اللواتي يطالبن بحقهنّ في قيادة السيارات مجنونات.
النساء اللواتي يقدن ولا يسمعن كلام الملك، يجب أن يذهبن إلى السجن. عليهن طاعة الملك!»، ثم يضيف بلهجة سعودية: «لازم نسمع كلام الملك. أنتِ مجنونة تسوقين سيارة؟ ما بكيفك أنتِ تقولين. يمكن بكرا تبين تسوقين دبابة في الشارع كده. ووووووووون.... Cut».
في نهاية هذا الفيديو، يطرح أحدهم (الأرجح الوالد) سؤالاً على ميشو: «لماذا أمك تسوق؟». سرعان ما يجيب الطفل: «أمي ما ساقت في السعودية»، ثم يتبعها بكلمته المفضّلة: Cut. استخدامه المتكرر لهذه الكلمة يفصح عن الكثير من التسلط. كأنه يريد أن يقول: «أنا الأمير الصغير ابن العائلة المالكة. أقول كلمتي مرة واحدة ولا أكررها». لكن الأمير الذي يسكن في منزل فخم جداً عند إحدى البحيرات الأوروبية، لم يخبرنا إنْ كان الملك سيسمح لأمه بقيادة السيارة في شوارع الرياض من دون أن تُرمى في السجن؟ لم يخبرنا متى ستستطيع السعوديات أن يخرجن من بيوتهن سافرات كما تفعل والدته (على الأرجح) خارج المملكة؟ ولم يخبرنا أيضاً متى يكفّ مشايخ السعودية عن افتاءاتهم الـcute كل يوم، ومتى يخرج ميشو من عصر الجاهلية؟