من لا يكون عضواً فيها، يصبح على الهامش! تلك هي حال الفنانين والنجوم والمشاهير الذين يحاولون تجنّب الوقوع في حبال مواقع التواصل الاجتماعي. مروان خوري، صابر الرباعي، شيرين عبد الوهاب، نادين لبكي، رامي عياش، إليسا، هيفا، نانسي عجرم، أحلام، راغب علامة... وغيرهم من نجوم فن الغناء والتمثيل قرروا الإفادة من المساحة التي يتيحها المجتمع الرقمي الجديد وتحويلها إلى «مكتب إعلامي» يزوّد الجمهور بكل جديدهم من ومواعيد حفلاتهم ومواقفهم من الأحداث السياسية الاجتماعية وردودهم على النقاد.
حصدت نوال الزغبي، ونجوى كرم، ونانسي عجرم، واليسا نسب عالية من المعجبين المنضمين إلى صفحاتهن الرسمية على فايسبوك، ليشكّل نادي معجبي كل واحدة جيشاً منظماً للدفاع عن نجمته. أما الممثلان المصري خالد الصاوي، والسوري جمال سليمان، ورئيس «روتانا» سالم الهندي، فقد وجدوا في مواقع التواصل الاجتماعي منبراً لطرح أفكارهم وآخر أخبارهم. هكذا، كشف الصاوي على فايسبوك الكثير من مواقفه السياسية ومعارضته للنظام المصري قبل «ثورة 25 يناير» وما زال «يعتلي» هذا المنبر كلما أراد التعليق على أحداث يشهدها الشارع المصري. أما جمال سليمان، فقد عانى من انتحال هويته وشخصيته على فايسبوك، لكنّه سرعان ما استعاد معجبيه في صفحته الرسمية التي تعكس مواقفه من الأحداث الساخنة والتحوّلات التي يمرّ بها الشارع العربي وتكذيب الشائعات بشأن موقفه من الأزمة السورية وتأويل تصريحاته لبعض وسائل الإعلام، فيما وجد سالم الهندي في التغريد وسيلةً فعّالة للرد على تساؤلات المهتمين بعلاقة الشركة ببعض الفنانين أو للرد على بعض تصريحات المطربين المنتقدة للشركة. وكثيراً ما يتبادل الهندي التغريد مع إليسا (مدللة «روتانا») التي تعتبر واحدة من أنشط المغنيات المغردات عبر تويتر. تتواصل صاحبة «أواخر الشتا» على نحو دائم مع جمهورها، كاشفة تفاصيل حياتها اليومية. لقد كانت صاحبة الـ«سكوب» عن عودة وائل كفوري إلى «روتانا». يومها، نشرت الخبر على تويتر مع صورة من عشاء الاحتفال بهذه العودة. أما نجوى كرم، فقد تأخّرت في اللحاق بركب المجتمع الرقمي الذي وصفته عبر تويتر بـ«العالم الجديد بالنسبة إلي». كذلك توافي كارول سماحة متتبعيها بتفاصيل تصوير كليباتها وحفلاتها عبر تويتر. وتعدّ هيفا وهبي أيضاً من الأكثر نشاطاً بين النجمات العربيات في التغريد على تويتر. نراها تردّ على أسئلة متتبعيها وعلى منتقديها، وتصفّي حساباتها مع مهاجميها وتنشر تفاصيل من حياتها الخاصة.
ريا أبي راشد مقدمة «ارابز غات تالنت» (mbc4) اعتادت التغريد على تويتر خلال استراحات حلقات البث المباشر من البرنامج الذي حاز نسبة مشاهدة عالية، وهي تستغل هذه اللحظات لتوافي متتبعيها في كواليس الحلقة. وهذا ما فعله عضوا لجنة تحكيم «أراب آيدول1» (mbc1) راغب علامة وأحلام. رغم أنّ عدد متتبعي الفنانة الإماراتية على تويتر لامس النصف مليون، يهوى بعضهم دخول صفحتها لاستفزازها. وقد نجحت هذه المحاولات وبلغت حدّ قيام المغنية بشتم أحد المغرّدين.
وبينما يتساءل كثيرون عن إمكان زوال مهنة المكتب الإعلامي للفنان أمام خطر تويتر وفايسبوك، ما زالت مواقع التواصل الاجتماعي عرضة لمختلف أنواع الشائعات والأخبار غير المؤكدة وانتحال هوية الفنانين. هكذا مثلاً، أصدرت ماجدة الرومي بياناً تعلن فيه أنّها لا تملك أي حساب أو موقع إلكتروني، ملوّحة بملاحقة «الجهات التي تنتحل اسمها وصفتها عبر هذه المواقع والمدوّنات».
وبينما تبدو إليسا الأكثر حماسة للمجتمع الرقمي، تزوّد معجبيها بكل شاردة وواردة من يومياتها على تويتر، رفض عاصي الحلاني سابقاً التواصل مع العالم من خلال «شاشة»، مشدداً على أنّه يفضّل الاحتفاظ ببعض الخصوصية، ويرفض فكرة إطلاع الجمهور على تفاصيل حياته. لكنه سرعان ما تراجع وزوّد معجبيه عبر صفحته على فايسبوك بصور عائلية التقطت له خلال إجازة قضاها في مزرعته في الحلانية (البقاع اللبناني) وأخرى من عشاء جمعه وزوجته وأصدقاءه في مطعم في تركيا.
واحداً تلو الآخر، استسلم الفنانون لإغراء تويتر وفايسبوك واعترفوا بأهمية التعاطي المباشر مع الجمهور، ووجدوا في مواقع التواصل الاجتماعي طريقة لحل معضلة تحريف تصريحاتهم لوسائل الإعلام وخطة «جهنمية» للبقاء تحت الضوء وحديث الناس... فهل يمكن أن تسحب مواقع التواصل الاجتماعي البساط من تحت أقدام الصحافة المكتوبة؟ هل تصبح تغريدات المشاهير المصدر الأول للمعلومات المؤكدة؟ وهل سيصبح السبق الصحافي (السكوب) مجرد كلمة من الماضي بعدما أصبح «الفانز» المخلصون أول العارفين بأخبار فنانهم؟