حطّ مرسيل خليفة رحاله في الولايات المتّحدة حيث يحيي سلسلة حفلات ضمن جولة ترويجية لعمله الأخير «سقوط القمر» الذي تنصهر فيه موسيقاه في شعر محمود درويش. تبدأ الجولة من «جونز هول» في هيوستن بعد غد، مروراً بـ«مسرح أورفيوم» في لوس أنجلس (21/4)، وديترويت (27/4)، وواشنطن (28/4)... كذلك، يحلّ الفنّان ضيفاً على «تاون هول» في نيويورك (29/4)، و«مركز كوبرنيكوس» في شيكاغو (4/5)، قبل أن يختم جولته في «بركلي هول» في بوسطن (5/5).
يقدّم صاحب «جدل» أمسيات لم يعلن توقيتها في أوروبا وبلدان عربية عدّة، موثّقاً «توأمة فنّية» تربطه بصاحب «أثر الفراشة» ولو بعد رحيله. الرابطة بين خليفة ودرويش تأخذ اليوم طابعاً وبعداً جديدين، ولا تنحصر في قصائد منغّمة ومغنّاة جمعتهما، وحملت جديداً إلى الأغنية العربية. طيف الشاعر الفلسطيني يخيّم أيضاً على عود خليفة وموسيقاه الصرفة. «تضجّ ذاكرتي بأيّام وأحلام تقاسمناها في بيروت، والقاهرة، ودمشق، وباريس، وتونس، والرباط، ونيويورك، وفي الطريق إلى القدس... ندبتنا التي لم تندمل»، يقول مرسيل لـ«الأخبار». لا تكتنف جولته تحية إلى روح الشاعر فحسب، بل أيضاً إلى الشباب العربي الثائر، رغم أنّه يُخشى أن يتحوّل الربيع العربي إلى «خريف عربي» مع تصاعد الأصوليّات التكفيرية. يبدو خليفة متفائلاً، يرى أنّ الثورات تعيش تاريخياً مخاضات عسيرة، قبل أن تحقّق أهدافها. عمله الأخير يتألّف من أسطوانتين تكتّمَ على تفاصيلهما، مكتفياً بتعداد الأغنيات والمحطّات الموسيقية («ونحن نحبّ الحياة»، و«الآن في المنفى»، و«جهاركاه»، و«غيتارتان»، و«سرير الغريبة»، و«آه يا جرحي المكابر»...)، موضحاً أنّه لجأ في الألبوم الثاني الذي يتضمّن «سقوط القمر»، و«في دمشق»، و«موّال فلسطيني»، و«قصيدة الأرض» إلى الأوركسترا الكبيرة، «فيما تندرج الأسطوانة الأولى في خانة موسيقى الحجرة، وترتكز على العود والباص والبيانو والإيقاعات».
مع «فرقة الميادين»، سيشدو صاحب «أحمد العربي» في جوّ يعبق بالحنين وأسئلة الراهن العربي والإنسان المعاصر. لم يخبرنا مرسيل إذا كانت الفنّانة أميمة الخليل سترافقه في جولته الأميركية، وجلّ ما يمكن استنتاجه أنّه أعاد توزيع بعض أغنياته القديمة مثل «في البال أغنيةٌ» و«أجمل حبّ»، وألّف مقطوعات جديدة يُتوقّع أن تلاقي نجاحاً كبيراً. صاحب «كونشرتو الأندلس» سيجوب هذه المرّة البلاد لمناجاة محمود درويش، وسيناديه بكلّ ما أوتي من قوّة لعلَّه يسمع ويعود!