يصور «أنا الشعب» للفرنسية آنا روسيون الثورة المصريةأيضاً تشارك أفلام لبنانية في المهرجان كـ «هدنة» (10/4 ـ 66 د) لميريام الحاج الحائز جائزة لجنة التحكيم في «المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي في أكادير» عام ٢٠١٥. ترسم المخرجة بورتريه لعمّها رياض الذي يملك متجراً لبيع أسلحة الصيد. تصوّر المخرجة تفاصيل حياته اليومية، وأحاديثه مع رفاقه عن الحرب الأهلية التي شارك أغلبهم فيها أو المباريات الرياضية، ورحلات الصيد التي يقومون بها أو علاقته بزوجته أو بأبيه العنيف الذي أطلق عليه النار ذات يوم. لكن العلاقة الأكثر تعبيراً هي التي تجمعه بكلبته «ميرا». عبر هذه العلاقة وأحاديث طريفة أخرى، تكشف المخرجة جوانب هذه الشخصية الذكورية المتنازعة بين العنف والرقة. لا تناقش المخرجة ولا تحلل، بل تراقب، وتسمع وجهات النظر الأحادية في أسباب الحرب الأهلية اللبنانية حيث «الفلسطيني هو العدو المسبِّب الوحيد فيها» بحسب وجهة نظر هذا المجتمع المسيحي المتطرف أو «اليميني» كما تصفه في آخر الشريط، معلنة أنها لا تنتمي إليه وأنها شيوعية بعكس عائلتها. الفيلم لا يحاكم بقدر ما يصوّر بواقعية هذه الشريحة من المجتمع، بلا تجميل للآراء المتطرفة غالباً أو رواية الحرب الأهلية التي تتبناها هذه الفئة، وهو في هذا صادق تماماً، ومن هنا تنبع استثنائيته. هدف المخرجة ليس الغوص في مناقشة هذه الآراء، بل كيف تتفق هذه الآراء مع الجانب الآخر الأكثر تسامحاً أو رقة أو إنسانيةً الذي نلمسه عند «رياض». كل هذه التساؤلات تطرحها بصمت من خلال لغتها السينمائية التي تصور «رياض» الضائع في هذا الحاضر، كمقاتل في حرب وهمية، لم يبق له إلا العصافير كي يلاحقها. أما في «جغرافيات» (6/4 ـ 72 د)، فتأخذنا اللبنانية من أصل أرمني شاغيك أرزومانيان في رحلة بصرية فريدة تروي حكاية الشتات الأرمني من خلال قصة عائلة نزحت من تركيا وصولاً إلى لبنان ومعايشتها الحرب الأهلية على مدى قرن. الفيلم بأغلبه صامت، باستثناء صوت الراوية أو المخرجة التي تسرد لنا حكاية الشخصيات والموسيقى والأصوات الحية من الأمكنة التي تصورها، وإيقاع الحياة، والزمن الذي يعبرها كما الريح. الجمالية البصرية الشاعرية والأصوات المهندسة بالعناية نفسها، تتماشيان جنباً إلى جنب، لتؤسس عبرهما المخرجة لما هو أشبه بملحمة ذات موسيقى عذبة عن رحلة التفكك المستمرة التي تخوضها الشخصيات عابرة من حياة إلى أخرى. وبلغتها السينمائية، تحاول المخرجة الربط ما بينها، وتتبع خيط الحنين الذي لا ينضب. الفيلم يحمل لغته خاصة ويفرض بصمته المختلفة في السينما الوثائقية اللبنانية. من الأفلام المهمة أيضاً، «ملح الأرض» (7/4 ـ 109 د ــ 2014) للمخرج فيم فندرز وجوليانو ريبيرو سلغادو الذي يتناول أعمال المصور البرازيلي سيباستياو سلغادو. كذلك، يصور «أنا الشعب» (9/4 ـ 111 د ـ 2016) للفرنسية آنا روسيون الثورة المصرية من خلال وجهة نظر عائلة فلاحين في قرية بالقرب من الأقصر، إلى جانب فيلم «على حافة العالم» (5/4 ـ 98 د ـ 2016) لكلوس دريكسل الذي يصور الحياة الليلية للمتشردين في باريس. أما الفيلم الطريف «كيف بدأت أكره الرياضيات» (11/4 ـ 99 د ـ 2016) للفرنسي أوليفيه بييون، فينطلق من معضلة الرياضيات ككابوس كل تلميذ، ليحاور علماء الرياضيات ويصور لنا هذا العلم بشغف مشرحاً دوره في حياتنا. ويختتم المهرجان بفيلم «المتحف الوطني» (12/ 4 ـ 174 د ـ 2016) الذي يصوّر متحف لندن الوطني، بتوقيع السينمائي الأميركي المعروف فريدريك وايزمان المخضرم في عالم الوثائقي.
«شاشات الواقع»: بدءاً من اليوم (س20:00) حتى 12 نيسان (أبريل) ـ «متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية ــ 01/204080) و «سينما مونتاني» (المعهد الفرنسي في لبنان)