القاهرة | سيطرت الصدمة والقلق على الشارع الفني والحقوقي، أمس، وامتدا إلى الشارع العادي المنشغل بصعود التيارات الإسلامية المتشددة. الصدمة جاءت من الحكم بتأييد حبس عادل إمام 3 أشهر بدعوى «ازدراء الأديان». أما القلق فهو من احتمال تكرار هذا الحكم في الفترة المقبلة على مبدعين وفنانين آخرين.
لبيب عوض، محامي إمام، وصف الحكم بـ«الصادم» الذي يحمل نوعاً من الانتقام «لأنه (إمام) حارب الإرهاب في أعماله». ولم تستطع «الأخبار» الوصول إلى إمام بعدما أغلق هاتفه. إلا أنّ موقع «إيلاف» نقل عنه قوله بأنّه «لا يوجد تعليق على الأحكام القضائية، والحكم يمثل إحدى درجات التقاضي وسأطعن به». أما ابنه المخرج رامي إمام، فعلّق بأنّه سيظل «فخوراً» بوالده حتى آخر يوم من حياته، وسيظل «جبلاً لا يهزه ريح».
ورغم أن إمام ليس عضواً في نقابة المهن السينمائية، إلا أنها استنكرت الحكم، وأكدت وقوفها إلى جانب الفنان، لافتة إلى أنّ الأفلام التي استندت إليها المحكمة «نالت موافقة الرقابة على المصنفات الفنية، وكان يحق لها رفضها وقتها». وهو الموقف نفسه الذي أعلنته نقابة الممثلين التي أكّدت أنّها «لن تتخلى عن أي من أعضائها». وقال نقيب الممثلين أشرف عبد الغفور إنّهم سيبحثون في «آلية دعمه خلال الأيام المقبلة»، مؤكداً أنّ الأعمال التي يحاكم عليها إمام «حاصلة على إجازة من هيئة الرقابة على المصنفات الفنية»، مضيفاً إنّه «لا يمكن محاكمة أي شخص بأثر رجعي».
بدورها، أكّدت «جبهة الإبداع المصري» دعمها لإمام و«تصعيد القضية قانونياً في الداخل والخارج».
على الجانب الحقوقي، أعلنت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» أنّ «الحكم يشكل ضربة موجعة لحرية التعبير والإبداع ويفتح الباب أمام المحتسبين لرفع المزيد من قضايا الحسبة الدينية والسياسية وفرض نوع جديد من الرقابة على الإبداع غير ذلك الذي حدده القانون. وكنّا نأمل من القضاء المصري أن يكون الحامي للحريات ويتصدى لهذا النوع من الرقابة». وأكدت أنّ «القانون المصري واللوائح المنظمة للعمل السينمائي قد حددت الطرق التي يجب أن تمرّ بها الأعمال الفنية قبل عرضها على الجمهور. وتلك الأعمال كانت قد مرّت على هيئة الرقابة التي وافقت عليها بدورها. والتلفزيون المصري يعرض أعمال إمام منذ أكثر من 15 عاماً، فليس منطقياً أن يعاقب القضاء القائمين عليها الآن، رغم مرورها بكل تلك المراحل». وأعلنت عن مشاركتها مع هيئة الدفاع عن إمام «للتقدم باستئناف الحكم أمام محكمة أخرى». وأكدت أنّ نسبة كبيرة من القضايا المشابهة تحصل على حكم في الدرجة الأولى من التقاضي، بينما يتم إلغاء ذاك الحكم في الدرجات التالية من التقاضي. لذلك أكّدت أنّه «سوف نحصل على البراءة لإمام». الفنانون تباروا في إطلاق تصريحات تؤكّد مناصرة الإبداع والتضامن مع «الزعيم». ورأى الكاتب وحيد حامد أنّ «الحكم يعدّ كارثة، كونه مقيداً للإبداع». واعتبر الممثل أحمد راتب حكم الحبس «جريمة»، قائلاً «الحمد لله، انتهت مشكلة العشوائيات والفقر، وغياب الأمن، والتخبط القضائي. ومفيش كذب للإخوان، ولا إحنا بنرجع للخلف. والناس بقيت زي الفل ومبقاش نقصنا غير عادل إمام». وأبدت الممثلة دلال عبد العزيز استياءها من ملاحقة الفنانين بسبب أعمالهم الإبداعية، فيما انتقدت مديحة يسري الحكم مؤكدةً أنّه «رسالة إلى كل المبدعين بأنّ نهايتكم في السجن حتى عادل إمام نفسه». أما إلهام شاهين فوصفت الحكم بـ«الكارثة وبأنه مؤشر على الخطر الذي يحدق بالفكر والثقافة والفنّ في المجتمع».