دمشق | تراجعت حدة الخلافات الفنية في سوريا هذا العام أو هكذا بدت ملامح المشهد على الأقل. بعد انقسام نجوم الدراما بين مؤيد للنظام السوري ومعارض له وصدور قوائم العار والشرف التي صنفت هؤلاء الفنانين على المواقع الإلكترونية، بدأت حدة تلك الخلافات تتراجع وانسحب هؤلاء تدريجياً من الساحة الإعلامية، ومالت الكفة إلى التهدئة عموماً كأنّ الجميع أراد القول بأنّ الأزمة أكبر من أي مشكلة شخصية.
ولعلّ إحدى المزايا القليلة للأزمة هي وأد الفنانين خلافاتهم وتناحرهم الذي لا ينتهي. لكن تلك الحالة لم تكن سوى ستار خبأ وراءه معارك حامية وصل بعضها إلى حد التشابك بالأيدي بين النجوم! هكذا افتتح الممثل سامر المصري مسلسل المشاكل هذا الموسم عندما اختلف مع شريكه الكوميديان أيمن رضا ومخرج مسلسله «أبو جانتي... ملك التاكسي» زهير قنوع حول تنفيذ الجزء الثاني من المسلسل، خصوصاً أنّ رضا سرق الأضواء من المصري حين جسّد شخصية أبو ليلى، وحقق جماهيرية ساحقة. ولدى محاولة الاتفاق على الجزء الثاني، وصل الأمر إلى خلاف حاد جعل رضا وقنوع يعتذران عن عدم تكرار التجربة بسبب استئثار المصري بالأجر الكبير لنفسه كونه منتجاً منفذاً للعمل. واختار رضا وقنوع كتابة مسلسل جديد يحمل عنوان «سيت كاز» تم تنفيذه أخيراً.
في الطرف المقابل، وقع خلاف كبير خلال اجتماع الفنانين مع الرئيس السوري بشار الأسد منذ حوالي أشهر، وقد خرجت تفاصيله إلى الصحافة أخيراً من خلال بطلي الخلاف باسم ياخور وسلاف فواخرجي، إذ اتهمت هذه الأخيرة ياخور بأنه نقل على لسانها كلاماً لم تقله في الاجتماع مع الرئيس أي مطالبتها بمقاطعة الدراما السورية للمحطات الخليجية التي وقفت حكوماتها ضد النظام أثناء الأزمة، ما اضطر ياخور للرد ونفي أن يكون قد أسهم في نشر أي شيء من الحديث الذي دار خلال ذاك اللقاء.
من جهة أخرى، امتدت خيوط قصة خلاف أخطر لتصل إلى وسائل الإعلام أيضاً، وهذه المرة، تعلّق الخلاف بالمخرجة السورية رشا شربتجي ونجمة مسلسلها «بنات العيلة» نسرين طافش. وقد نقلت مواقع إلكترونية أخباراً وصفتها بالموثوقة تؤكد انسحاب طافش من المسلسل بعدما صوّرت النسبة الأكبر من مشاهدها، ثم مطالبتها باستبدال المخرجة بمساعدها حتى تكمل تصويرها، ما دفع شربتجي إلى حذف عدد كبير من مشاهد طافش، وإلغاء بقية دورها في المسلسل. هذا الخلاف تعاملت معه شركة «كلاكيت» المنتجة للعمل بسياسة الصمت حتى استطاعت أن تحقق مصالحة ما وراء الكواليس. هكذا، أطلّت النجمة السورية أول من أمس ضمن برنامج «هلا وغلا» على قناة «أبو ظبي» لتنفي وجود أي خلاف ولتؤكّد أنّها ستكمل تصوير مشاهدها مع إحدى المخرجات المتميزات في سوريا أي رشا شربتجي.
وبعيداً عن الخلاف الأنثوي الذي لا يتعدى حيز الكلام، تحول موقع تصوير المسلسل الشامي «زمن البرغوث» للمخرج أحمد ابراهيم أحمد إلى ساحة قتال عندما كاد الخلاف يتطوّر إلى التشابك بالأيدي بين النجمين سلوم حداد ومصطفى الخاني على خلفية الأدوار التي يجسدانها. وتطور الأمر ليصل إلى تبادل للشتائم أمام فريق العمل كاملاً، ومن ثم محاولة للاشتباك بالأيدي بين «الزير سالم» و«النمس». وهنا، اضطر مخرج العمل إلى تصوير لقطات كل ممثل على حدة ثم دمجها في مشاهد النجمين المشتركة. بعدها، قرر الخاني أن يعتذر عن عدم أداء الدور ليتم التعاقد مع محمد حداقي الذي باشر بتصوير مشاهده فور الاتفاق معه.
خلافات الوسط الفني في سوريا مسلسل لا تنتهي حلقاته وربما هي نتيجة منطقية لا يمكن لأي عمل فني أن ينجو منها. لكن يبدو أنّ شكل وطبيعة خلافات نجوم الدراما السورية يقللان من ثقة الجمهور بهم رغم أنهم ما زالوا يعدّون أنفسهم قادة رأي في مجتمعهم.