حالما تقع على إحدى الصور التي تنشرها صفحة «أنتيكا» على موقع فايسبوك، يتملكك خليط من مشاعر الفضول والحنين. ليس بالضرورة حنيناً إلى زمن لم يعشه كثيرون منّا، بل حنين من نوع آخر، ذلك الذي يضفي عليه الأسود والأبيض ما يشبه الهالة السحرية. هنا، صورة لفريد الاطرش، وهناك صور لشادية، وسامية جمال، وناريمان، وليلى الجزائرية، مذيَّلة بعبارة «عابرات في قلب فريد الاطرش». وفي مكان آخر، نعثر على صورة للأطرش طفلاً يبلغ سنة من العمر، وأخرى لعبد الحليم حافظ وهو على فراش الموت، وكذلك لأم كلثوم وهي تهم بالنهوض بعد سقوطها على خشبة المسرح.
هكذا، نقع في «أنتيكا» على أرشيف يحوي 2500 صورة، منوعة وبعضها نادرة، تضم فنانين وأدباء عرباً وأناساً عاديين ومدناً وصحف ومجلات عربية. لم يفكر مهندس الميكانيك وسيم عيد أن يشرك أحداً في شغفه بكل ما هو قديم، وخصوصاً الصور والملصقات. لكن حالما أنشأ صفحة «أنتيكا»، وجد نفسه محاطاً بالعديد من المهتمين. صحيح أنّ مشاركاتهم ليست بالقدر الذي يشتهيه عيد، إلا أنّ تفاعلهم حفَزه، وما زال، على البحث والتنقيب عن كل قديم يخصّ البلاد العربية.
منذ طفولته، عمل ابن مدينة حمص على اقتناء أغلفة المجلات القديمة، إضافة إلى العملات والصور. قبل إطلاق صفحة «انتيكا»، لجأ الشاب الثلاثيني إلى مصادر أرشيفية يعدها غنية، منها أرشيف مكتبة الكونغرس الأميركي الذي يضم إضافة الى أرشيف دول أخرى، كماً هائلاً من الصور ومقاطع الفيديو عن محطات منسية من تاريخ البلاد العربية.
ولع عيد بالسينما دفعه إلى الاستعانة بأرشيف مكتبة الإسكندرية، وتحديداً موقع «ذاكرة مصر المصوّرة» الذي يؤرّخ بالصور لمئة عام من عمر السينما المصرية. اكتسب عيد خبرة طويلة مكنته من معرفة مصدر الصور ودقة تاريخها وأماكنها كالمدن العربية التي تغيّرت مع الوقت. يشير هنا لـ«الأخبار» إلى ضرورة «تعريف الأجيال الآتية بتاريخ فلسطين ولبنان وسوريا ومصر التي هي مهد الحضارات، ولو من خلال الصور». يأسف عيد لغياب مشاريع رسمية تهتم بتوثيق التاريخ من خلال الصور. على أي حال، تبقى «أنتيكا» متاحة أمام كل المهتمين لمشاهدة شيء من زمن جميل مضى!
http://www.facebook.com/#!/pages/%D8%A3%D9%86%D8%AA%D9%8A%D9%83%D8%A7/185996958091304