هو تويتر إذاً! الوسيلة الجديدة التي قررت «الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات» (LADE) استخدامها في مراقبتها للانتخابات البلدية الفرعية المقرر إجراؤها بعد غد الأحد. جولة صباحية بين شارع الحمرا في بيروت ومنطقة الصنائع، كانت كفيلة بإعطائنا فكرة شاملة عن سبب اختيار الجمعية للـ«نيو ميديا» هذه المرة في سياق عملها، والآلية التي ستجري من خلالها. بعد أوسع عملية مراقبة أجرتها في الانتخابات النيابية عام 2009 ولجأت فيها إلى خدمة الرسائل النصية القصيرة (sms) لإبلاغ المشتركين بآخر أخبار المخالفات التي تشوب عمليات الاقتراع، لاحظ المسؤولون في LADE اهتمام الناشطين ووسائل الإعلام والرأي العام بمواقع التواصل الاجتماعي، فلم يجدوا أمامهم إلا تويتر للمساعدة على نشر أخبار النهار الانتخابي الطويل، كما تقول المسؤولة الإعلامية في الجمعية زينة أعور لـ «الأخبار».
تؤكد أعور أنّه ما من برنامج أكثر سلاسةً من تويتر في إيصال المعلومة، وخصوصاً أنّه يؤمن سهولة فائقة في التعامل مع الجمهور، مضيفةً إن التغريدات ستركّز على مدى تطبيق القانون الانتخابي والمعايير المعتمدة، مثل المشاركة النسائية ومدى توافر تجهيزات لذوي الاحتياجات الخاصة، إضافةً إلى رصد عمليات رشوة محتملة وضغط على الناخبين وغيرها: «سنركّز على هدفنا الأساسي الذي أنشأنا الجمعية من أجله، أي ديموقراطية الانتخابات».
وتوضح أعور أنّ الحملة ستتألف من 150مراقباً من أعضاء في الجمعية ومتطوعين، يتوزعون على شكل مجموعات تتألف كل واحدة منها من شخصين أو ثلاثة أشخاص كحد أقصى، سينتشرون في البلدات اللبنانية الـ 45. وسترسل الجمعية فرق دعم تجول على مختلف المناطق وتساعد المجموعات المنتشرة لوجستياً وعمليّاً.
«لن نتبنى أيّ معلومة تنشر على تويتر إلا إذا كانت مرفقة بالدليل الذي يؤكدها، وقد يكون صورة أو فيديو»، تقول أعور، لافتةً إلى أنه بعد التأكد من التغريدة، ستُنشر على صفحات الجمعية على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى موقعها الإلكتروني، مدعّمة بالشواهد اللازمة.
من جانبه، قال منسّق العمليات على مواقع التواصل الاجتماعي في اليوم الانتخابي أسعد ذبيان إنّ التغريدات لن تقتصر على أفراد الحملة، بل ستشمل مواطنين عاديين أيضاً، يستخدمون الـhashtag الخاصة بها، وهي #LebElect، إلا أنه يؤكد أنها ستخضع للمعايير نفسها التي ستعتمدها الجمعية قبل تبنّيها.
وذكّر ذبيان أن مشروع LADE الجديد يأتي كخطوة متطورة لما قامت به سابقاً Leb bloggers في الانتخابات الأخيرة، عندما استحدثت hashtag باسم Lebbloggers#، رصدت خلالها كل أنواع الأخبار الانتخابية من أعداد المرشحين إلى نسبة الاقتراع، مروراً بالمخالفات، وصولاً إلى أبرز الأحداث.
في مبنى الجمعية في منطقة الصنائع في بيروت، راح منسّق الحملة المدنية للإصلاح الانتخابي التابعة لـ LADE، روني الأسعد، يشرح السابقة التي ستشهدها بلدة صغبين في البقاع الغربي، التي تتميّز بتنافس سياسي يحوي أكبر نسبة من الشباب المتحمسين للفكرة: «سنجري انتخابات نموذجية، يشارك فيها كل من هم بين 18 و21 عاماً». وبحسب الأسعد، فإن الهدف الأساس من هذه التجربة هو تأكيد حق الشباب دون الـ 21 عاماً في الاقتراع، وتطبيق كل الإصلاحات التي تدعو إليها الجمعية، وخصوصاً مع دخولنا جميعاً عصر الـ «نيو ميديا» الشبابية بامتياز!