دمشق | في الموسم الرمضاني 2010، قدم النجم السوري سامر المصري مسلسل «أبو جانتي... ملك التاكسي»، مستمداً فكرة النص الذي كتبه رازي وردة من إحدى لوحات مسلسل «بقعة ضوء»، التي سبق للمصري أن جسد بطولتها، لكن حالما رأى العمل النور، اكتشف المشاهد أنّ بطل مسلسل «وجه العدالة» كثّف جهوده لتفصيل المسلسل على مقاسه. لم يكتف بالتفرد في بطولة العمل والإشراف العام عليه، بل غنى أيضاً التتر، إضافة إلى ذلك، اختار المصري في مادته الدرامية أن يحابي السلطات ويتملق للمنتج الخليجي، وخصوصاً أنّ محطة «روتانا خليجية» تقف وراء إنتاج المسلسل.
مع ذلك، استطاع العمل حصد جماهيرية كبيرة، ولا سيّما لدى شريحة ترغب في جرعات من الاستعراض والتهريج، فيما تعرّض لنقد لاذع في الصحافة، رد عليه المصري مع نجوم عمله من خلال ندوة تلفزيونية أطلقوا خلالها الشتائم والاتهامات لكل الصحافيين الذين انتقدوا مسلسلهم. ومع ذلك، أعلن المصري أنّ الجمهور سيكون على موعد مع جزء ثان من العمل، على أساس أن يتحول سائق التاكسي بطل المسلسل إلى طريق السفر على خط دمشق بيروت، لكن انطلاق الاحتجاجات في سوريا حال دون ذلك، إضافة إلى الخلاف الحاد الذي نشب بين سامر المصري وأيمن رضا، الذي قدم شخصية أبو ليلى في المسلسل، محقّقاً جماهيرية كبيرة تفوّق بها على المصري.
كذلك، امتد الخلاف إلى المخرج زهير قنوع، الذي آثر الوقوف إلى جانب رضا، واتخاذ موقف مشابه وهو الاعتذار عن عدم المشاركة في الجزء الثاني. أما سبب الخلاف، فهو مادي، وخصوصاً أنّ سامر المصري يقتطع لنفسه حصة الأسد من الأجور، بينما يدفع لبقية زملائه مبالغ زهيدة على اعتبار أن شركته «ورد» هي المنتج المنفذ للعمل. مع ذلك، ما زال سامر المصري يرى أنّ «أبو جانتي ملك التاكسي» يحمل جزءاً كبيراً من هويته الفنية. لذا، قرر استثمار الجماهيرية التي حققها في الجزء الأول، وعاد هذا العام بجزء ثان كتبه الصحافي الزميل حازم سليمان المقيم في الإمارات، على أن يكون سائق التاكسي مغترباً في دبي.
ومن الواضح أنّ العمل عاد للوقوع في مطب القوالب الجاهزة التي تفصَّل على مقاس المنتج، إذ ستبلغ مدة الحلقة حوالى نصف ساعة ضمن خطة «روتانا خليجية» في هذا الموسم. ورغم دوران كاميرا المخرج السوري عمار رضوان لتصوير المشاهد الأولى في أحياء دمشق القديمة، على أن تنتقل نهائياً إلى الإمارات، تهرب من الإدلاء بأي تصريح لـ «الأخبار»، متذرعاً بأن الجهة المنتجة لا ترغب في الحديث عن تفاصيل التجربة حالياً، لكنّ مصادر من داخل «روتانا خليجية» صرّحت لـ «الأخبار» بأنّ كلاً من سامية الجزائري، وأندريه سكاف وتاج حيدر سيشارك في العمل مقابل غياب أيمن رضا. من جهة أخرى، تؤكد تلك المصادر أنّ العمل سيبدأ من حيث انتهى الجزء الأول، عندما طرد أبو جانتي من عمله، وقرر السفر والعمل في الإمارات. هناك سيلتقي شخصيات هم ضيوف العمل، وسيكون معظمهم من النجوم العرب والأجانب.
إذاً هرباً من الأزمة السورية، قرر سامر المصري الرحيل مع عائلته إلى الإمارات. وبغية تبرير الخطوة، كان لا بد من أن يبحث عن حل فني ومخرج ذكي لمسلسله، الذي يصر على إنجاز جزء ثان منه.