لم تواز موهبة وردة الجزائرية في التمثيل، موهبتها في الغناء. وعلى الرغم من هذا، لا يمكن المرور على تجربة الراحلة في التلفزيون والسينما مرور الكرام. أعمالها لا تزيد عن عشرة، لكن معظمها حقق نجاحاً كبيراً، خصوصاً عندما يتضمن الفيلم أغنيات تؤديها «أميرة الغناء» وتنال إعجاب الجمهور الذي سيظل يتابع الشريط من أجلها. كما قد يعود نجاح بعض الأعمال إلى وقوف وردة إلى جانب عدد من عمالقة التمثيل. بدأت تجربتها أمام الكاميرا مع رشدي أباظة في فيلم «أميرة العرب». لكن العمل لم يلاق نجاحاً، بخلاف «ألمظ وعبده الحامولي» (1962) الذي نال استحسان الجمهور والنقاد.
لعبت وردة دور المغنية ألمظ، ووقف أمامها في دور الحامولي المطرب الذي لم يكتب له الاستمرار طويلاً عادل مأمون، إلى جانب شكري سرحان وحسين رياض. في ذلك الوقت، عاب النقاد على الفيلم أن المطربين قدما أغنيات حديثة ولم يستعيدا أغنيات ألمظ والحامولي على الرغم من أن الفيلم يدور حول قصة حياتهما وعلاقتها بحكّام مصر في منتصف القرن التاسع عشر. ابتعدت وردة عن التمثيل لفترة، قبل أن تعود بقوة في الثمانينيات مع ثلاثة أفلام أبرزها على الإطلاق «حكايتي مع الزمان» (1973)، وهو نفس اسم الأغنية الشهيرة التي أعاد محمد منير تقديمها قبل سنوات في إشارة إلى أهميتها خلال مشوار الفنانة الراحلة. ثمة أغنية بارزة أخرى هي «وحشتوني»، تضمنها الشريط الذي شارك في بطولته رشدي أباظة، ويوسف وهبي، وسمير صبري وعدد كبير من الفنانين. في الحقبة نفسها، قدمت وردة مع أباظة فيلم «آه يا ليل يا زمن» (1977) الذي جسّدت فيه شخصية ابنة أحد الإقطاعيين في عهد الملك فاروق. في الشريط، تُضطر وردة للسفر إلى باريس والعمل هناك مطربة في ملاه ليلية تحت سطوة إلياس الذي لعب دوره باقتدار عادل أدهم... إلى أن ينجح أباظة في إعادة وردة إلى حياتها الكريمة بمساعدة يحيى الفخراني الذي كان وجهاً جديداً في ذلك الحين. قدمت وردة أيضاً فيلم «صوت الحب» (1973) مع حسين يوسف وعماد حمدي، وجسدت شخصية ممرضة يرفض والد حبيبها أن ترتبط به بسبب الفوارق الطبقية، فتحاول إقناعه بأنها ستكون زوجة مثالية لنجله. وفي عام 1994 قدمت وردة مع صلاح السعدني محمود ياسين ووائل نور شريط «ليه يا دنيا». لكن الفيلم الذي يحكي قصة امرأة تُتهم ظلماً بقتل زوجها، لم يحقق نجاحاً يذكر رغم الحملة الدعائية الكبيرة التي رافقت عرضه حينها. في التلفزيون، اشتركت وردة في عملين، هما مسلسل «أوراق الورد» (1977) الذي جسدت فيه شخصية مدرّسة تواجه مشكلات جمة مع زوجها (زين العشماوي)، لكنها ترتبط بعلاقات طيبة مع تلاميذها. وقدمت وردة في هذا المسلسل أغنية شهيرة أكثر من العمل نفسه هي «انا عندي بغبغان». ورغم نجاح المسلسل، إلا أن القنوات التلفزيونية تتجاهل إعادة عرضه. أما المسلسل الآخر فهو «آن الأوان» (2006)، الذي شاركها بطولته حسن حسني وخالد سليم ونشوى مصطفى وعدد كبير من الممثلين الشباب. لم يُكتب لهذا العمل النجاح، رغم الدور الجميل الذي جسّدته الفنانة الراحلة. يومها، أدت شخصية امرأة أرادت بعد سنوات العمر الطويلة أن تحقق حلمها القديم وتحترف الغناء.