القاهرة | رغم أنها تلقت تعليمها في مصر وتحرص على التواصل مع القائمين على مدرستها الثانوية ومعلّميها حتى اليوم، إلا أنّ العلاقة الملتبسة بين مصر وقطر جعلت صورة الشيخة موزة زوجة أمير قطر مشوشة دائماً في أذهان المصريين. هذا الأمر دفع الكاتب الصحافي محمد الباز إلى رصد سيرتها في كتاب حمل عنوان «الشيخة موزة... ملكة تبحث عن عرش» (2012). الكتاب وجد حماسة عند المخرج علي رجب الذي قدّم سابقاً أفلام «خالتي فرنسا»، و«كركر» و«ريكلام»، ومعه السيناريست مصطفى عمار. قرّر الإثنان تحويل الكتاب إلى شريط سينمائي يعكفان حالياً على صياغة نصه.
لكنّ إعلان علي رجب أنّه رشّح غادة عبد الرازق لتجسيد شخصية الشيخة موزة، دفع بالمشروع إلى الأضواء سريعاً، خصوصاً حين نفت الممثلة المصرية علمها بالأمر. وقالت إنّها لا تفضل تجسيد شخصية على قيد الحياة، حتى لو قال بعضهم بأنّها قريبة الشبه من زوجة أمير قطر. لكنّ فريق العمل عاد ليؤكد أنّ ترشيح نجمة «زهرة وأزواجها الخمسة» لم يكن رسمياً، بل مجرد اقتراح لم يعرض على صاحبة الشأن.
غير أن اعتذار غادة المبكر والحاسم لم يحبط رجب وعمار ومؤلف الكتاب محمد الباز. أكّد الأخير أنّ «المشروع ما زال قائماً، وسنعلن تفاصيله في الوقت المناسب». يحدث هذا رغم قيام بعض النواب الذين ينتمون إلى التيار الديني في البرلمان، بتقديم طلب إحاطة يشددون فيه على أهمية إلغاء المشروع «حرصاً على العلاقات الطيبة بين مصر وقطر». وتلك فرضية مبكرة تعتبر أنّ الفيلم سيسيء إلى هذه العلاقات. لم يقرأ أحد السيناريو بالطبع لأنه لم يكتمل، كما أنّ طلب النواب يدخل في اطار اختصاصات الرقابة التي يجب أن يصل إليها النص أولاً قبل أن تحكم بالموافقة أو الرفض. أي أنّ النواب هنا يرفضون الفكرة من أساسها وهي سابقة لم يواجهها أحد من صناع السينما لا قبل الثورة ولا بعدها. وكان علي رجب قد ردّ على هذا الطلب، متسائلاً: «هل يجد مجلس الشعب وقتاً للتفكير فى هذه الأمور؟ وهل هذا ما كنا ننتظره من مجلس شعب الثورة؟ أن يمنع الفكر ويضيق على الإبداع؟». وتابع: «من يريد وقف العمل هو المستفيد من وراء الشيخة موزة ومن وراء تدخلها في شؤون مصر الداخلية والمستفيدين من تصدير الإسلام السياسي إلى مصر». وختم: «لماذا لم يقدم طلب إحاطة لمنع تدخل الشيخة موزة في شؤون مصر الداخلية؟».
أما عن الفيلم نفسه، فقال محمد الباز إنّ الشريط سيتناول السياسة القطرية في السنوات الأخيرة من خلال شخصية الشيخة موزة، وسيبدأ من آخر زيارة لها للقاهرة ثم يعود بطريقة الـ«فلاش باك» إلى انقلاب أمير قطر على والده ودورها في دعم نظام الشيخ حمد بن خليفة، وعلاقاتها القوية مع الكيانات الكبرى في العالم وصولاً إلى الدور القطري في الربيع العربي، إلى جانب وجود واضح لشخصية سوزان مبارك والسياسيين المصريين في التقاطعات المشتركة بين الشيخة موزة والسياسة المصرية.
وحتى مع الانتهاء من النص وعرضه على الرقابة وتوافر المنتج المستعد لتمويل فيلم، قد لا يدعمه الموزعون الخليجيون. هكذا، يظل مشروع فيلم «الشيخة موزة» قنبلة جدل موقوتة حتى دوران الكاميرا وانجاز اللقطة الأولى أياً كانت البطلة.