القاهرة | لا يمكن مقارنة الحملات الانتخابية التلفزيونية والإذاعية للمرشحين في السباق الرئاسي المصري بما سبقها من حملات لأنّ مصر لم تشهد سباقاً حقيقياً من قبل. مع ذلك، يمكن رصد الكثير من كواليس هذه الحملات وكيف عكست رسالة المرشحين إلى الناخبين الذين يتوجّهون اليوم إلى صناديق الاقتراع. وهذا الأمر سيستفيد منه صانعو حملات انتخابات 2016 من دون شك.
الدعاية على الفايسبوك مجانية، وفي الشوارع غير مكلفة باستثناء الإعلانات الطرقية التي استحوذ على معظمها مرشح النظام السابق أحمد شفيق. لكن الوضع في التلفزيون والراديو مختلف. الدعاية مكلفة جداً، سواء في صناعتها أو بدل بثها وتوقيته، وهو ما يفسر تأخر إطلاق الإعلانات التلفزيونية وتكثيفها في الأيام العشرة الأخيرة التي سبقت فتح صناديق الاقتراع. وفيما يتردد أنّ أحمد شفيق كان صاحب الحصة الأكبر بعدما أنفق 3 ملايين جنيه (نصف مليون دولار تقريباً) حسب منسق الحملة أحمد سرحان، الذي أكد أنّ شفيق رفض استخدام كومبارس في الإعلانات كي تأتي واقعية. لذا، فمن ظهروا في الحملة كانوا من المشاركين في المؤتمرات الانتخابية. كما أنّه كان يرفض أن يقرأ كلمة واحدة مكتوبة.
إنفاق شفيق على الإعلان بهذا الشكل لم يتكرر مع مرشحين آخرين اعتمدوا على تلبية طلبات القنوات الخاصة والظهور عليها، مقابل بث الدعايات مجاناً، تماماً كما يفعل المطرب الذي يمنح هذه القناة أو تلك لقاءً حصرياً، على أن تبث إعلان ألبومه الجديد مجاناً. غير أنّ الأهم في ما يخص الإعلانات التلفزيونية الانتخابية ليس كلفة العرض، بل المضمون الذي عكس توجّهات كل مرشح: أحمد شفيق استعان بالمنتج السينمائي محمود بركة ليكون مديراً لحملته الدعائية، ما ساهم في خروج الإعلانات بشكل احترافي، سواء الإعلان الذي يتكلم فيه شفيق بصوته مع عبارات منتقاة بعناية عن مسيرته الوطنية ودعوته إلى المصالحة، أو الإعلان الذي علّق عليه الممثل أحمد فؤاد سليم. لكن الأخير فعل ذلك بأجر، عكس الممثل محمد وفيق صاحب التعليق الصوتي لإعلانات حمدين صباحي. مع صباحي، تطوّع كل من شارك في العمل مجاناً، وخصوصاً أن صباحي يرتبط بعلاقات وثيقة مع الوسط الفني لكون نجله هو المخرج الشاب محمد حمدين الذي أنجز أحد الإعلانات، وتم تصوير إعلان آخر في مكتب السينمائي خالد يوسف الذي أسهم مساعدوه في إخراج إعلان آخر. واعتمدت حملة صباحي على رسالة مكثفة لضمان عرض الإعلان على نحو متكرر من دون زيادة الكلفة. أما عمرو موسى، فقدم إعلاناً يعتمد على حوار غير مباشر بينه وبين المواطنين. يقول هو بداية الجملة، فيكملها مواطن آخر من كل أنحاء مصر، ليكون برنامجه الانتخابي بمشاركة الناخبين. والأهم كان تأكيد وصول شعار الحملة «احنا اد التحدي» إلى المشاهدين. بينما اعتمدت إعلانات مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي على مقاطع صوتية تؤكد على عبارة «مشروع النهضة» التي يسوقها الإخوان المسلمون للتأكيد على أنّ الأهم هو المشروع وليس الشخص الذي ينفذه.



بالتعاون مع «فرانس 24»، أعلنت قناة «النهار» المصرية تقديم تغطية لانتخابات الرئاسة المصرية وفرز الأصوات ابتداءً من اليوم حتى مساء السبت من خلال استديو افتراضي بشاشات عملاقة تظهر معدلات التصويت والنتائج وشبكة مراسلين في 16 محافظة مصرية.