إذا كان هادي زكاك قد اختار سرد تاريخ لبنان الحديث عبر سيارات «المارسيدس»، فإنّ وسام شرف فعل ذلك من زاوية الفيديو كليب، والصورة والأغنية التي أنتجت في لبنان منذ عام 1989 حتى 2011. في شريطه الوثائقي الطويل الأول It is all in Lebanon الذي تعرضه «متروبوليس» هذا الأسبوع، يعود المخرج اللبناني (1973) إلى نهايات الحرب الأهلية عام 1989، ليرافق ولادة الأغنية المصوّرة والميديا في لبنان، وصولاً إلى 2011. اختار صاحب «هزّ يا وزّ» قالباً وثائقياً كلاسيكياً لشريطه، عبر مقابلات مع شخصيات مختلفة، تقابلها مشاهد مصورة تترجم ما يقول المتحدثون، في محاولة لإحاطة موضوع من جوانبه المختلفة والمتضادة، بحثاً عن الصدقية والحياد. سينقسم الفيلم الذي وقع في الرتابة أحياناً إلى ثلاثة محاور: الأول يرصد قناة «المستقبل» «الحريرية». هنا، سنشاهد الناشطة في تيار 14 آذار أسمى أندراوس وهي تتحدث باللغة الفرنسية. كذلك سنشاهد منتجة البرامج في المحطة الزرقاء فرح فايد، والفنان أحمد قعبور متحدثاً عن الأغاني الإعلانية التي عمل عليها للقناة ذاتها بعنوان «لعيونك». يتناول المحور الثاني قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله». وبينما يحدثنا محمد كوثراني، مدير «الجمعية اللبنانية للفنون ـــ رسالات» عن دور الحرب الإعلامية النفسية التي انتهجها الحزب ضد إسرائيل، سيخبرنا مخرج فيديو كليبات المقاومة الإسلامية، أحمد زين الدين، عن تجربته في تصوير تلك الأعمال التي رافقت حروب المقاومة وانتصاراتها. أما المحور الثالث، فيشكل المقابل للانقسام السياسي بين المحورين الأولين، ويتمثّل في هيفا وهبي وزملائها من نجوم الأغنية الشعبية والصورة التي بدأت شبكة ART إنتاجها. هكذا، سيعرض مخرج الفيديو كليبات الراحل، يحيى سعادة، نظرته إلى الرسالة التي أوصلتها تلك الأعمال المصوّرة إلى الجمهور. كذلك، يقدم المنتج والمخرج الفني، ناجي باز، توصيفه لهذه الظاهرة. ووسط هذه المحاور الثلاثة، سيؤدي الكاتب ومدير «جمعية أمم للأبحاث والتوثيق»، لقمان سليم، دور المحايد الذي ينتقد تلك الظاهرة.
انطلاقاً من افتتاح قناتي «المستقبل»، و«المنار»، والسبب السياسي الكامن وراء وجودهما، يعرّج صاحب «البطل لا يموت» على الثقافتين اللتين روجت لهما المحطتان من خلال مختلف الأحداث السياسية التي عصفت بالبلد. إنّها جردة وثائقية لتعامل القناتين مع تلك الأحداث: كيف بنتا خياراتهما السياسية والفنية للتعامل مع كل حدث؟ الأكيد أنّ وسام شرف بذل جهداً ملحوظاً في شريطه. لكن رغم الأهمية البالغة لزاوية الطرح، إلا أنّ It is all in lebanon بدا مشغولاً جداً في الحفاظ على «الموضوعية»، فخلص إلى سرد وقائع ليست خفية على المشاهد، مبتعداً عن الغوص في العمق، مثل إثارة موضوع المال الذي يوظف في خدمة تلك الميديا.






It is all in lebanon لوسام شرف: ابتداءً من 31 أيار (مايو) ــــ «متروبوليس أمبير صوفيل»