أول من أمس، اجتاحت النفايات منطقة مار مخايل في بيروت! لكن مهلاً، فهذه النفايات «الصديقة» التي تحتضنها صالة L’atelier ضمن معرض Trashy Treasures، هي تحفة فنية صنعها عدد من الفنانين من خلال إعادة تدوير القمامة التي استحالت منحوتات، وأكسسوارات، وقطعاً فنية جميلة. القائمون على المعرض يعرّفون مشروعهم بأنّه يضم مجموعة من المصممين والفنانين المدافعين عن البيئة، ويتمثّل في معالجة النفايات عبر إعادة تدويرها وتحويلها إلى «قطع متنوعة مبتكرة وملونة من الأثاث والاكسسوارات، والمنحوتات، والأعمال الفنية».
«هدفنا من التجربة هو توعية اللبنانيين حول أهمية عملية إعادة التدوير» تقول جينو شويري لـ«الأخبار». وتشدّد الفنانة اللبنانية التي شاركت في تنظم المعرض، على ضرورة التنبه لأشكال الاستفادة من القمامة، خصوصاً في بلد لا تُحترم فيه الطبيعة و«يعاني الكثير من المشاكل البيئية الخطرة، ويفتقر إلى الثقافة البيئية».

تأمل شويري بأن يتوصّل المعرض إلى دفع الزوّار نحو أمرين أساسيين: الأول هو شراء البضائع المعاد تدويرها. أما الثاني، فهو القيام بهذه العملية على الصعيد الشخصي «لأنها بسيطة ولا تكلّف شيئاً». تشير الفنانة البصرية إلى أنّ أشكال الاستفادة من القمامة لا تعد ولا تحصى، بعضها جمالي والآخر عملي، وتضيف: «بعد عشر سنوات من العمل في هذا المجال، أيقنت أن سر الجمال والخلق يكمن في البساطة». تسترسل الناشطة البيئية في الحديث عن زملائها المشاركين في المعرض... تبدأ بفنان اعتمد على المواد المعاد تدويرها في مسرحيات للأطفال تهدف إلى شرح أهمية الـRecycling، مروراً بمن يستخدمها لصنع قطع الأثاث، وصولاً إلى من أنجز القطع الفنية واللوحات التشكيلية انطلاقاً من هذه المهملات. من بين هؤلاء مصممة الأزياء لارا خوري، والفنان هادي بيضون، والمهندس البيئي زياد أبو شاكر، والفنانان ريما شحرور ومارون أسمر، والمهندسة المعمارية مرام عطالله. صحيح أنّ فكرة المشروع بدأت قبل شهرين فقط ولم تحظ بتغطية إعلامية كافية، إلا أنّ شويري توضح: «أردنا حصر التجربة الأولى في إطار ضيّق، فاعتمدنا أسلوب الدعاية الشفهية»، لكنّها تأمل مستقبلاً أن تُفتح قنوات تعاون مع الجمعيات الأهلية بغية تفعيل العمل على قضية الحفاظ على البيئة... المقياس الأول لحضارة الشعوب!



Trashy Treasures: حتى 22 حزيران (يونيو) المقبل ـــ L’atelier (مار مخايل ـ بيروت) ــ للاستعلام:01/443517