القاهرة | لم يكن ممكناً أن تمر الذكرى الثانية لاستشهاد ضحية الطوارئ خالد سعيد (1982 ــ 2010) من دون أن يحتفل بها أبناء جيله الذين ألهمهم الشاب القتيل «ثورة 25 يناير» بعد سبعة أشهر فقط على مصرعه على يد رجلي شرطة في الإسكندرية يوم 6 حزيران (يونيو). صحيح أنّ مصريين كثراً راحوا ضحايا لنظام مبارك على مدى 30 عاماً، لكن الشاب القتيل كان لأسباب عدة حالة مختلفة فجّرت ثورة حقيقية تحاول اليوم أن تكتمل ولا تعود إلى الوراء. كما هو معروف، انطلقت «صفحة كلنا خالد سعيد» بعد وفاته مباشرة ونالت في أسبوع واحد تأييد 100 ألف مستخدم للفايسبوك. ومنذ أيام فقط، تخطّت الصفحة حاجز المليوني مشترك. صار سعيد الشاب الأشهر في مصر، وصارت حياته تستحق أن تروى على الشاشة الكبيرة. قبل عام تقريباً، صرحت الممثلة المخضرمة نجلاء فتحي بأنها تطمح إلى التراجع عن فكرة الاعتزال كي تجسّد شخصية ليلى مرزوق والدة خالد سعيد التي صار منزلها في الإسكندرية مقصداً للكثير من السياسيين والشباب والناشطين. حظيت مرزوق بشهرة كبيرة وباتت تصريحاتها مهمة لوكالات الأنباء العالمية. لكنّ نجلاء فتحي لم تكرّر هذه الرغبة. وفيما لوّح نجوم شباب مثل محمد رجب برغبتهم في تجسيد شخصية خالد سعيد، لم يتحمس أي منتج معروف لتقديم هذه الشخصية حتى اليوم. غير أنّ المخرج أسامة رؤوف أعلن أخيراً عن نيته تقديم فيلم روائي قصير عن خالد سعيد، لافتاً إلى أنّه يواجه صعوبات في اختيار الممثلين اللذين سيجسدان شخصية خالد ووالدته. وتابع أنّ ترشيح نجوم كمحمد رجب، وخالد أبو النجا، وخالد النبوي، أمر صعب، خصوصاً أنّ جميعهم تخطّى الأربعين. لكنّه استقر على انجي عبد الله لتجسيد شخصية زهرة شقيقة الشهيد، وأحمد الجوهري لتجسيد شخصية رجل الشرطة الذي ضربه مع زميله حتى الموت. لكن قبل يومين، خرجت الممثلة تيسير فهمي لتعلن أنّها اتفقت مع رؤوف على تجسيد شخصية الأم رغم غياب الشبه الخارجي بينهما.على أي حال، سواء اكتمل المشروع أو تأجّل، تبقى علامات استفهام عدة أبرزها: هل تستحق حياة خالد سعيد نفسها أن تتحول إلى فيلم حتى لو كان قصيراً؟ فالكل لا يعرف عن الشاب سوى أنّه كان الشرارة الأولى للثورة، رغم أنّ الكثير من المصريين تعرّضوا لما تعرّض له ابن الاسكندرية. أما الأعمال التي تناولت الثورة منذ كانون الثاني (يناير) 2011، فلم تعبّر عنها بصدق، وهي المعضلة نفسها التي قد تواجه أي عمل عن خالد سعيد في هذه المرحلة.