الرباط | على بعد أسابيع قليلة عن رمضان، ترفع القنوات العربية وتيرة عملها إيذاناً باقتراب موعد سنوي أضحى عيداً للدراما. أما المغرب، فيعيش حالياً على إيقاع تحوّلات متسارعة بعد أشهر قليلة على تأليف حكومة جديدة يقودها الإسلاميون، الذين بدأوا يخوضون معاركهم في مختلف المجالات، بما فيها قطاع الإعلام السمعي والبصري.
ومن «المعارك» التي فجّرتها الحكومة، ما سمي قضية «دفاتر تحمّلات الإعلام العمومي»، التي أثارت جدلاً حاداً، وخصوصاً بعد إصرار وزير الإعلام الحالي مصطفى الخلفي، المحسوب على «حزب العدالة والتنمية»، على قرارات كانت ستضع حداً للممارسات التي كانت سائدة في قطاع الإعلام، بما فيها هيمنة شركات إنتاج معيّنة على الأعمال الدرامية. كل هذه المعطيات أرخت بظلالها على الإنتاجات الدرامية، وظلّ العديد من شركات الإنتاج يعيش حالة ترقب، فيما واصلت أخرى عملها على نحو معتاد. هكذا بدأت تتضح تدريجاً خارطة الإنتاجات الدرامية الرمضانية على التلفزيون المغربي، مع أنّ بعض المسلسلات ما زال قيد التصوير. وقد يحلّ رمضان وهي لم تكتمل بعد. وبينما تعرض القناة الأولى المغربيّة مجموعة من البرامج والمسلسلات منها مسلسل «أحلام نسيم» للمخرج علي الطاهري، وبطولة فضيلة بنموسى، وأمال عيوش، والسلسلة الفكاهية «نفسرو المفضوح» للمخرج ادريس الادريسي، تراهن على مسلسل «الحياني». يتناول العمل سيرة المطرب المغربي الراحل محمد الحياني الذي يتمتع بشعبية في أوساط المغاربة، الذين يلقّبونه بـ «عندليب المغرب». وتعد هذه المرة الأولى التي ينتج فيها التلفزيون الرسمي مسلسلاً يتناول سيرة فنان أو شخصية مشهورة، مع أنّ هذا التقليد تحوّل إلى صرعة على القنوات العربية. ويحمل العمل توقيع المخرج المغربي كمال كمال، صاحب الأفلام التي زاوج فيها بين الصورة والموسيقى، ومنها فيلم «السمفونية
المغربية».
وقد وقع الاختيار على أمين الناجي لتجسيد شخصية المطرب الراحل، وتشاركه البطولة أسماء مغربية أخرى كمحمد بسطاوي في دور عبد السلام عامر، ونفيسة بن شهدة في دور زوجة الحياني، ورفيق بوبكر، كما يتميّز «الحياني» بمشاركة أسماء مصرية في سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ المسلسلات المغربية، منها عبد العزيز مخيون، في شخصيّة الشاعر المصري عادل عمر، الذي كانت تربطه صداقة باالحياني، خلال الفترة التي قضاها الأخير في مصر في بداية مشواره، إضافة إلى نهلة سلامة في دور «تيسير»، إحدى فتيات الكورال اللواتي غنين مع الحياني. ويشارك في العمل أيضاً نور عبد المطلب، في دور والده المطرب المصري الراحل محمد عبد المطلب، الذي دعم الحياني خلال الفترة القصيرة التي قضاها في المحروسة. وإذا كانت مشاركة مخيون ونهلة سلامة وعبد المطلب، اقتضتها ضرورات القصّة، فإنّ مشاركة ممثلين مصريين في أعمال أخرى يعرضها التلفزيون المغربي في رمضان، طرحت تساؤلات كثيرة عن سر الهجرة المضادة للأسماء المصرية إلى المغرب. هذا ما نراه مع حسين الإمام ومنى هلا، اللذين يشاركان في سلسلة «ديما جيران» في جزئها الثالث. ويشكل العمل أحد رهانات القناة المغربية الثانية في شهر الصوم. وجاءت الاستعانة بمصريين في «ديما جيران» بعد خلافات بين الشركة المنتجة من جهة، والمخرج وبعض ممثلي الجزءين الأول والثاني من جهة أخرى، ما أدى إلى انسحابهم، فجرت الاستعانة بطاقم جديد في اللحظات الأخيرة لمواصلة تصوير السلسلة. وعلمت «الأخبار» أن القناة المغربيّة الثانية لم تتعاقد هذه السنة على أعمال عربية، عكس عادتها في السنوات الماضية، بل اكتفت بإنتاجات محليّة، منها مسلسل «دموع الرجال» للمخرج حسن غنجة، والسلسلة الفكاهيّة «الفهايميّة 2» للكوميدي المغربي عبد الخالق فهيد، ثم العمل الكوميدي «تولك شوو»، و«حديدان 2» المستمد من الحكايات التراثية المغربية، مع كمال الكاظمي وإخراج فاطمة علي بوبكدي.