تطلق جمعية «متروبوليس» الدورة الأولى من مهرجان «أجمل أيام حياتي» الذي يقام بالتعاون مع وزارة السياحة في لبنان وبنك BLC، وسيقدمَ كل عام على مدى ثلاث سنوات وأكثر، في إذا لقي قبولاً وتجاوباً من الجمهور. ترى مديرة الجمعية هانية مروة أنّه كان ضرورياً برمجة تلك الاستعادة لأفلام تشكّل التراث السينمائي للبنان وتعكس فترة من تاريخه، بغض النظر عن أهميتها وجودتها الفنية. أما تأخّر تلك الخطوة، فتعزوه إلى معوقات تقنية، خصوصاً أنّ نسخ الـ٣٥ ملم لتلك الأفلام ليست متوافرة، حتى أنّه يُخشى أن تكون مفقودة. أما الأفلام المبرمجة هذه السنة، فهي على نسخ «بيتا رقمية» الوحيدة المتوافرة لدى محطة «أ. ر. تي».
لذلك يُعتبر مهرجان «أجمل أيام حياتي» صرخةً لإعلان خطر اندثار تراث سينمائي وسط غياب كلي لأي مجهود تبذله «السينماتيك» في وزارة الثقافة اللبنانية حفظاً للأفلام اللبنانية وصيانتها وعرضها. وهنا تشدد مروة على أهمية التعاون الذي جرى هذه السنة مع أشخاص قاموا بمجهود فردي وأدّوا دور الدولة، مثل عبودي أبو جودة الذي يمتلك أرشيفاً خاصاً يحتوي على ملصقات تلك الأفلام، وصوراً لصالات السينما القديمة في بيروت التي هدمت أو أغلقت، وبطاقات تذاكر. جزء من تلك الملصقات سوف يقدم في معرض صغير هذه السنة، فيما يحضّر منذ الآن لمعرض كبير يقام العام المقبل، حيث يفتح أبو جودة معظم أرشيفه الخاص للعامة (راجع المقال في مكان آخر من الصفحة).
تؤكد مروة على ضرورة تلك الخطوات الفردية، آملة أن تلفت هذه التظاهرة السينمائية نظر المهتمين بتاريخ السينما اللبنانية علّ الجهود تتضافر لإنقاذ ما تبقى من ذاك التراث. كذلك تدعو الجمهور إلى مشاهدة جميع الأفلام للتعرف إلى ماضي السينما اللبنانية بحضور من عملوا على صناعتها. وسوف يقدمها النقاد والكتاب الذين رافقوا نشأتها، ليخبرونا عن كواليس كتابة السيناريوهات والتصوير والتمثيل.