الدار البيضاء | كان محمد سقراط من السباقين إلى التدوين في المغرب. شارك في العديد من اللقاءات حول الحريات الفردية، وكان ممن استدعتهم لجنة مراجعة الدستور المغربي قبل سنة لتقديم مقترحات الشباب إلى اللجنة بصفته من الشباب الفاعلين في حقل التدوين. وفجأة اعتقل الشاب أخيراً بتهمة الاتجار في المخدرات، فيما اعتبر الناشطون الالكترونيون في المملكة أنّ التهمة مجرد ذريعة لاسكات مدوّن لا تحتمل خفته.
أصيب الكثير من أصدقائه بالذهول حين علموا بنبأ اعتقاله بتهمة الاتجار بالحشيش. وانطلقت التدوينات على شبكات التواصل الاجتماعي تشكك في طبيعة التهمة الموجهة إليه. منذ سنوات، يمتهن سقراط مهنة البائع المتجول ويتنقل بين المدن المغربية. وقبل سنتين استقر في مراكش برفقة عائلته. رواية الأسرة عززت طرح أصدقائه. تؤكد والدة سقراط أنّه مباشرة بعد اعتقال ابنها، ألقى الأمن القبض على زوجها وابنها المصاب بالتوحّد بهدف الضغط على سقراط من أجل توقيع المحاضر. وهو ما تؤكده هيئة الدفاع عن الشاب التي تشير إلى أنه أعلمها بتوقيعه لمحاضر الاتهام تحت الضغط. وما يؤكد ذلك أنّ الملاحقات القضائية التي ازدادت أخيراً بحقّ «المنشقين ثقافياً»، تتخذ طابعاً أخلاقياً. الرابر معاذ بلغوات الملقب بـ«الحاقد» سُجن بتهمة «إهانة جهاز الشرطة». بينما اعتقل فنان الكاريكاتور الساخر خالد كدار بتهمة السكر العلني، وسقراط بتهمة «ترويج المخدرات». علماً أنّ محاكمته تأجّلت حتى الرابع عشر من الشهر الجاري.
وما يعزّز الفرضية القائلة بأنّ التهمة مفبركة هو أنّ سقراط الذي يتمتع بشعبية كبيرة، يسخر من الكلّ. لم يسلم لا اليسار ولا الإسلام السياسي من نقده اللاذع. النظام والأحزاب السياسية والحراك الشعبي و«حركة 20 فبراير» والحرية الجنسية كلّها مواضيع تطرق إليها في تدويناته. يتوقف عند مقولات نيتشه، ثم يُخرج في سياق حديثه كلمات من أغنية شعبية. يفكك كل النظم ويفرغها من محتواها بانتقاداته اللاذعة ولا يتردد في استعمال الشتائم للتعبير عن سخطه. يعرّف عن نفسه عبر مدونته بأنّه لا منتمٍ و«متمرد على القطيع، سافل ولا أخلاقي من منظور البهائم». ورغم سلاطة لسانه، إلا أنّه كسب حبّ مئات المدونين والصحافيين والمواطنين المغاربة الذين يتابعون تدوينات هذا الرجل العصامي. بعد اعتقاله، انطلقت حملة تضامنية واسعة معه جمعت ــ بحسب أصحابها ــ 800 رسالة تُطالب بإطلاق سراحه من أميركا وحدها. كذلك أعلن المدون المصري والمعتقل السابق مايكل نبيل عن مساندته لزميله. وأعرب المخرج المغربي الشاب هشام عيوش عن مساندته لسقراط عازياً محاكمته إلى «رغبة النظام في إخراس الأصوات المعارضة».
http://mc-sokrat.maktoobblog.com