الرياض | تشهد الدراما السعودية هذا الموسم، إنتاجاً غزيراً مقارنة بالأعوام الماضية، وتتنوع الأعمال التي بلغت 12 بين الكوميديّة والرومانسيّة والاجتماعيّة والبدويّة والأكشن. ورغم ما يعانيه المنتجون السعوديون من مشاكل في مقابل عدم تحمّل الجهات الحكومية مسؤوليّتها في هذا الإطار، إلا أنّ الرياض استطاعت استقطاب فنانين سعوديين وخليجيين في أعمالها.
يقول المنتج والممثل حسن عسيري إنّ «التنوع والغزارة اللذين تشهدهما الدراما حاليّاً هما أكبر دليل على ذلك». ويوضح أنّ «الإعلام السعودي يبحث دوماً عن حرية توازن بين الرقابة والحريّات الفكريّة في المجتمع». ويشير الممثل الذي اصطدمت أعماله مراراً بالرقابة إلى أنّ مسلسله الجديد «كلام الناس» يعالج «القضايا الاجتماعية في حلقات كوميديّة منفصلة»، مؤكداً أنّ «سقف الحرية سيكون مرتفعاً». لكنّ صاحب شركة «صدف» يثني هنا «على الصدر الرحب للرقابة التي سمحت بأفكار جريئة، جعلتها تقفز إلى الصفوف الأماميّة عربيّاً».
في السياق ذاته، يشارك الممثل السعودي عبد المحسن النمر في مسلسل «لعبة الشيطان» إلى جانب مروة محمد. ويتمنى أن يكون العمل دافعاً لعودته إلى الدراما المحليّة بعد 7 سنوات من الغياب، حقّق خلالها نجاحاً كبيراً في الدراما الخليجيّة والعربيّة. ويوضح أنّه وافق على العمل قبل قراءته «بعد معرفتي أنه من تأليف محمد الطويان، وسينفذه المخرج الشاب سمير عارف». ويثني على «النص المختلف في كل شيء، خصوصاً أنه يقدم نوعاً من الأكشن الخالص وهو الأول من نوعه في الدراما السعوديّة».
ولعلها المرّة الأولى التي تراهن فيها الدراما السعودية على تنويعة رومانسيّة، اجتماعيّة، بدويّة، وأكشن مثل مسلسل «السلطانة» مع أميرة محمد وليلى السلمان، والمسلسل الأكثر جماهيريّة «هوامير الصحراء4» لعبدالله العامر بمشاركة الكويتيين أحمد الصالح وأمل العوضي، إضافة إلى «نساء من زجاج» مع تركي اليوسف وشيماء سبت، و«بني قرقاص» وهو عمل بدوي من إنتاج كويتي سعودي مشترك، وبطولة مشاري بلام. وهناك أيضاً مسلسل «من الآخر» الذي هو عبارة عن حلقات منفصلة للمخرج عبد الخالق الغانم، وتؤدي بطولته ريم عبدالله، ويوسف الجرّاح، وحبيب الحبيب، و«شباب البومب» مع فيصل العيسى، و«أي خدمة» بطولة محمد العيسى وبشير الغنيم، ثم «ملحق بنات» للمخرج عامر الحمود، وبطولة هيفاء حسين وميسون الرويلي.
وفيما يتوقع أن يكون الموسم الانتاجي مزدهراً في الدراما التلفزيونيّة، سيجد نجوم الكوميديا أنفسهم في منافسة قويّة لإثبات من سيكون الأقوى أيضاً. هكذا، يخلع عبد الله السدحان عنه عباءة أشهر المسلسلات السعوديّة «طاش ما طاش»، ليطلّ في «طالع نازل». في هذا العمل، تنفرط التوأمة الناجحة بين السدحان وناصر القصبي الذي يشارك حاليّاً في لجنة تحكيم برنامج «أراب أيدول» على mbc4. وهناك أيضاً مسلسل «سكتم بكتم» مع فايز المالكي، و«عيال حارتنا» للفنان محمد العيسى وطلال السدر، ومسلسل «يا تصيب يا تخيب» مع بشير غنيم، وخالد البريكي وإخراج عبد الخالق الغانم، ثم «هشتقه» الذي يعيد الممثل الكوميدي فهد الحيان إلى الدراما بعد غياب. يلاحظ أنّ معظم الأعمال هذا الموسم تصوّر في العاصمة. بينما تعاني مناطق أخرى كجدة من عزلة شبه تامة في الإنتاج. وهذا ما يؤكّده إبقاء أعمال الفنانين محمد بخش وفؤاد بخش في أدراج وزارة الإعلام التي تحكمها سياسة المجاملات في اختيار المسلسلات. يضاف إلى ذلك، محاباة التلفزيون السعودي للرياض على حساب جدة في عملية الانتاج الدرامي، ما يدفع البعض إلى اللجوء إلى الفضائيات الخاصة.