في شباط (فبراير) الماضي، وصل الفنان وعازف الطبلة الهندي زاكير حسين (1951) إلى رام الله مع الموسيقي البريطاني جون ماكلوفن. الفنانان العالميان اللذان تعاونا على مشاريع عديدة، أقاما حفلة في المدينة الفلسطينية عاد ريعها إلى تطوير برامج العلاج بالموسيقى لأطفال فلسطينيين يعانون من صدمات نفسية، وإلى ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى الشباب الذين يمرون في ضائقة، والنساء المعنّفات.
لم يمرّ وقت طويل على حفلة رام الله، حتى أعلن أن حسين يستعدّ لزيارة «إسرائيل» في تموز (يوليو) المقبل، في إطار جولته الموسيقية لهذا الصيف. وكان من المفترض أن تكون الطبول والإيقاعات الهندية حاضرة في حفلتين في تل أبيب والقدس المحتلة، إلا أن أصواتاً من بلد المهاتما غاندي ارتفعت مطالبة الفنان الهندي بإلغاء زيارته إلى الكيان الغاصب.
«الحملة الهندية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل» التي تأسست في تموز (يوليو) 2010، وجّهت رسالة على الفور إلى زاكير حسين، مطالبة إياه بإلغاء حفلتيه في تل أبيب والقدس، مذكرة إياه بحفلة رام الله مع ماكلوفن «التي نقدّرها». رسالة الحملة وقعها 14 فناناً وفنانة هندية (من بينهم السينمائي وكاتب السيناريو المعروف سعيد أخطر ميرزا)، إضافة إلى توقيع 85 ناشطاً وناشطة في الحملة. وطلبت الحملة من صاحب «أول ألبوم إيقاع في العالم حاصل على جائزة «غرامي» عام 1992» أن «لا يسمح باستخدام موسيقاه الرائعة من أجل إضفاء شرعية على قيام إسرائيل بهدم البيوت، والسجن السياسي، والعقاب الجماعي، والحواجز، ونقاط التفتيش، والقصف، وإغلاق المؤسسات التعليمية، والاحتلال». وأنهت الحملة رسالتها بـ: «قيامك بإلغاء حفلتك في إسرائيل، سيشجع فنانين آخرين على الاقتداء بك. وسيعرف معجبوك من كلّ مكان في العالم بأنك تقف مع العدالة ومع وضع حد لنظام الأبارتهايد». هكذا، استجاب زاكير حسين إلى دعوات الحملة الهندية، ومثيلتها الفلسطينية، لينضمّ إلى قائمة طويلة من الفنانين العالميين الذين ألغوا حفلاتهم في «إسرائيل» أخيراً. إذن، لن يساهم الفنان الهندي في «تبييض صورة إسرائيل في العالم»، على عكس ما فعلته الفلسطينية ميرا عوض التي مثّلت دولة الاحتلال في مسابقة «يوروفيجن 2009». وفي رسالة جديدة وجهتها إلى رئيس بلدية الناصرة رامز جرايسي، طالبت «الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل»، بإلغاء مشاركة ميرا عوض في «مهرجان ليالي الناصرة» (الأخبار 2/ 6/ 2012) بسبب «الدور الذي لعبته، وما زالت تلعبه، في خدمة الدعاية الإسرائيلية، من خلال التغطية على سياسات اسرائيل وممارساتها كدولة احتلال وتمييز عنصري تحرم اللاجئين الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة حسب القانون الدولي».

لقد تم تعديل هذا النص عن نسخته الاصلية بتاريخ 14-06-2012